لا شك أن الكثير يعرف مدينة الراهدة – تعز ودورها التاريخي والفعّال في وحدة اليمن الحبيب, فقد كانت منطقة الحدود بين الجنوب والشمال سابقاً حيث كان لأبنائها دور كبير ومهم في إنجاح الوحدة اليمنية المباركة..
إن مدينة الراهدة منذ شهر تقريباً تشهد انفلاتاً أمنياً لم تمر به المدينة من قبل, مما أدى إلى مقتل الطفل البريء بشار المطوع واختطاف الأستاذ ياسين البريهي والشاب عزبز السيد, كما أنه لا زالت بعض المدارس متوقفة حتى
الآن بسبب الاحتجاجات التي ينفذنها طالبات مدرسة النهضة للبنات مطالبات بإقالة مديرة المدرسة..
ذهب بشار إلى ربه واختُطف الأستاذ ياسين وعزبر وتوقفت الدراسة وقطعت الطرق وانفلت الأمن..والأهالي منتظرون والمختصون يوجهونهم بانتظار القدر ليأخذ لهم حقوقهم ممن سلبهم إياها..
جعلونا -نحن أبناء الراهدة- نمد اليد واللسان،نفرش الوجه والكبرياء في كل الطرقات, نقبل يد من يسرقنا ويهيننا وجعلونا كإنسان لا ينقطع تعبه،ولا يتوقف طلبه..نطلب حقوقنا -التي لم نرها أبداً - صدقة..تعب الناس ودخلوا في تفاصيل الأوهام وتصارعوا وتنازعوا وكادت ريحهم أن تذهب ليكتشفوا أنهم في عصمة المتسلطين الذين يئس البعض من خطابهم كما يئس الطفل من نداء أبيه الميت..ومع ذلك لا زالوا صامدين مؤمنين بقضيتهم العادلة.
فالماء في الراهدة يأتي وكأنه صدقة من متنفذي مكتب المياه والعلاج لاتجده في المستشفى والكهرباء فحدث ولا حرج..فهنا في الراهدة لا ترى إلا العجب وكأن الأهالي ثاروا على الليل ليصبحوا على تغيبرات بالية لم تكن في لحسبان...ولكن لن نقبل بأنصاف الحلول ولا بمولود ممسوخ كما يقول البعض..ظن البعض بأن الأهالي هنا سينسون ما مر بهم وسيسهون وسينامون وسيتعمقون في النوم وسيكون أخف الضررين عندهم أن يحفروا لمطالبهم قبراً وسيعجّلون في دفنها ليواروا سوءتها عن الناس ولكن اكتشفوا-البعض- أن المواطن في الراهدة مخلص غيور وطني جسور لا يخشى في الله لومة لائم, حيث وقد تألبت عليهم الجموع الفاسدة ومكرت مكراً كبارا باعتقادها أنها ستُفشل مراً كان مفعولاً ولكن الله خير الماكرين..ولا تحزني يا مدينتي الحبيبة فاصبري فإن الله لن يضيّع عمل عامل من أبناءك الأوفياء والمخلصين إن شاء الله(وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) صدق الله العظيم.
باختصار لا زال المواطنون في الراهدة يطالبون بالقصاص من قتلة الطفل بشار الذي لم يؤخذ حقه ولا زال الطلاب متوقفين عن الدراسة مساندة لطالبات مدرسة النهضة اللاتي لم يتمكّن من الدراسة حتى الآن بسبب تعنت مديرة المدرسة وعدم إقالتها ولا زلنا مطالبين بإقالة الفاسدين في المؤسسات الحكومية وضبط الإيرادات العائدة من الأسواق ومكتب المياه والمستشفى التي لا تذهب إلى خزينة الدولة وسرعة إنهاء ظاهرة حمل السلاح التي انتشرت مؤخراً بشكل كبير وإنهاء مشروع السلطات الغير شرعية والمتسلطين من الرجال والنساء..
نتمنى أن تصل هذه المطالب إلى الجهات المختصة وأن يسارعوا إلى النظر فيها وترجمتها إلى الواقع الملموس والله من وراء القصد..
ختاماً :
نسأل من الله أن يرزقنا الإخلاص في كل قول وعمل وأن يسود الأمن والأمان والعدل مدينتنا الحبيبة (الراهدة) وأن يجعل لأهلها من كل ضيق مخرجاً إنه قادر على كل شيء ولا تنسونا من خالص الدعاء..
صدام الحريبي
صبراً أيتها الراهدة 1907