يبدو أن وزير الإعلام وهو لم يأت من الوسط الإعلامي ليكون على إطلاع وفهم بطبيعة المهنة ومتطلباتها قد أخفق حقيقة في العمل على تطوير الخطاب الإعلامي وتجويد الرسالة بمهنية ومصداقية وموضعية والإرتقاء شكلاً ومضموناً بالمهنة بما يواكب التحولات الكبيرة التي تشهدها بلادنا،فمنذ قدومه إلى اليوم لانجد ما يستحق الذكر ولعل إنكفائه على نفسه وإغلاق الباب على مكتبه وغياب الزيارات الميدانية إلى مواقع العمل والإكتفاء بقول من هنا وقول من هناك، كل ذلك جعله في مستوى الغير قادر فعلاً على الإنتقال إلى مستوى ليس التميز ولكن الحد الأدنى من المهنية الصحيحة إذا ما قارناه هنا عملياً بوزير المالية وهو شخصية جاءت من خارج الوسط المالي ومع ذلك ثمة متحققات استطاع أن يوجدها وأن يتخذ قرارات حاسمة تشير إلى أنه استوعب العمل والمنصب الذي يشغله، كذلك هو وزير الكهرباء عمل فعلاً بتميز رغم صعوبة الظرف الذي يعيشه وحالة التردي الذي عليه حال الكهرباء في بلادنا ومع ذلك لم يفت من عضده وقدم صورة رائعة للتصميم في إعادة الكهرباء كلما انقطعت واشتغل في هذا الجانب على كافة المستويات الفنية والإدارية.. عدا وزير الإعلام الذي لا نرى له تميزاً يذكر سوى اللغة الإنجليزية التي يجيدها كتابة ونطقاً ولكنها وحدها لا تكفي لتطوير الأداء والنظر بعين البصيرة إلى الكوادر الإعلامية بعيداً عن العواطف أو مؤثرات جانبية تريد تحقيق الجمالة مع الآخرين على حساب المهنة وعلى حساب قوى التطلع في ساحات التغيير وهو ما خلق استياءً واسعاً لدى المتابعين لخطوات وزير الإعلام الغير محسوبة والغير معبرة عن قدرته في التفاعل مع الخطاب الإعلامي بما هو فعل تغيير وحرية.. ومن هنا فإن الكثير من المتابعين للوسائل الإعلامية لايجدون ما يستحق الذكر سوى التعامل الغير رشيد مع الكفاءات واتخاذ قرارات أقرب إلى العشوائية أو الإحجام من اتخاذ قرارات مفصلية على الأقل للحد من الفساد القميء الذي نجده في العديد من مؤسسات الإعلام والتي مازالت تمارس الفوضى بالطول والعرض ولم تجد من يوقفها عن تماديها، كما أنها ما تزال تمارس حق الفيتو على إدارات عامة وكفاءات لمجرد أنها حددت موقفاً من وقت مبكر ضد النظام السابق وضد القهر والتسلط والاستبداد وهي الآن تعيش التهميش الكامل ولا نجد للوزير موقفاً أو حتى سؤالاً عن هذا التردي المخيف والمحصلة أنه لاقدم رؤية تطور الخطاب الإعلامي،ولا تصحيحاً مالياً وإدارياً، ولا حد من الفساد،ولا فهم واقع المعاناة لكوادر وكفاءات مغيبة تماما،ولا هو عرف ممكنات التواصل مع الضروري من أجل إعلام متميز، وفي كل الأحوال وزير الإعلام يبقى سعيداً بالكرسي الذي يجيء إليه كل صباح مستمتعاً بما يجده من حفاوة ولكنه مسيطراً عليه من قبل من يعيشون هوى الذات ويقدمون له معلومات غير صحيحة ولعل انكفائه
على ذاته وضيق الحوار وغياب التعامل مع الكفاءات، وعدم النزول إلى حيث يجب،كل ذلك أنتج فشلاً نراه في قرارات تتخذ بما يسيء إلى التغيير وإلى مساحات الحلم لدى شباب الثورة.. ويبدو أن الوزير يريد كل شيء على ما يرام والبقاء على ذات الحال وهو أمر نراه في اللاجديد وإلا فليلقي نظرة على شاشة قناة اليمن الباهتة التي لا تجيد حتى فن الإضاءة وبذات المنهجية العقيمة تستمر في برامج الغباء مع سبق الإصرار والترصد وبتعاطف كبير مع النظام السابق يجري تمييع الرسالة الإعلامية التي لافقه الوزير كيف تقدم؟ وكيف تتخذ جوانب أخرى تستهدف البقاء في اللامنهجية؟ وهو ما يقره كل الكادر البرامجي الجيد الذي يعترف بالجمود وزيادة، ولن نأتي على صحف كالثورة وأكتوبر وغيرها، فهي بالجملة لاتقد م لنا تميزاً يذكر وكأننا نقرأ صحيفة واحدة ونشاهد فضائية واحدة متشابهة في البرامج والمواضيع وهو ما يعني العشوائية وعدم التخطيط للرسالة الإعلامية، وكلها مجرد إسقاط واجب والوزير راض بهذا وقانع ليبقى في بلهنيته مرتاحاً سعيداً..وليته يشاهد فضائيات أخر ويقارن لينظر بعين المتطلع كم إعلامنا في عهده متخلفاً ولا نجد مبرراً واحداً لذات التكلس، فيما أتقن العمل وزراء آخرون لم يكن لهم ناقة ولا جمل في الوزارات التي أعطيت لهم ومع ذلك فهموا مجالات عملهم ولم تعتريهم حالة غطرسة وغرور، وتحملوا المسؤولية واتخذوا قرارات غير مبنية على المجاملات والبحث عن توافق وتسلية خاطر على حساب عمل، إذ لا يقدر أحد أن يقول أن ثمة وزيراً قابعاً خلف المكتب ينسى قدرات ويتعايش مع الماضي بإسراف شديد بما يقدمه من مفاجآت غير سارة في قراراته التي انحازت للسابق وليس للجديد المتطلع ولعلنا نجد ما هو أكثر مفاجآة إن ظل على ذات المجاملات في الإختيار التي قدمته في مستوى من لا يعير الثورة والتغيير معنى ليطلق لنفسه العنان في إرضاء شخوص لا نشك في كفاءتهم ولكنهم مازالوا ينعتون الساحات بكلام بلاطجة وكم كان لهم من المواقف في هذا الجانب في صحيفتنا الثورة الغراء قبل سقوط النظام وحتى بعده إلى زمن قريب، ليكافئهم صاحب المعالي بالتميز والتفرد والإخلاص ضد شباب الساحات وبقرارات لا ينبغي أن تحبط الإعلاميين الأحرار مهما كانت سلبية ومهما خرج الوزير عن خط السير وتعامل بعناد مع ثورة لولاها لما وصل إلى ما هو عليه الآن، وقد أخذ الكثير من الموظفين ينظرون إليه كشخص متكبر يهتم بقضايا بلاطجة وليس وطن، ولكنه الصمت عن نقد أعمال كهذه يجعل للهوى سلطاناً على قضايا وطن وتسير الرياح بما لا تشتهي السفن.. ولذلك فإننا سنقف أمام كل خطوة خطأ لهذا الوزير أو غيره ونقدمها ليبصر نفسه على حقيقتها إن كان يظن التذاكي على شعب وثورة وشباب ما يزالون في الساحات مرابطين ساءهم أن وجدوا من كان يتناولهم بما ليس لائقاً يكافأ بقرار رئاسي، للوزير ضلع كبير فيه، ومن اقتحم مجالات العمل بمجاميع خارجة عن القانون يجد وزيراً معه يقف إلى جانب بلطجته يؤازرها ويظن أنه قد عمل الصواب، ولصاحب المعالي نقول:مدددددددددددددددددددددددد ياوزير(الإع)
أخبار اليوم/ خاص
وزير الإعلام.. محلك سر 3093