لا تخفى على أحد الحملة الإعلامية والتشويهية والتحريضية أحياناً التي يشنها البعض هذه الأيام ضد تجمع الإصلاح ـ أحد مكونات ثورة الشباب الشعبية السلمية فهي حملة تجاوزت المعقول حتى سعت وبالغت في سعيها في عالم الخيال والسراب واللاواقع حتى جعلت البعض ممن لا يطلعون يظنون بأن الإصلاح حزب صومالي أو عراقي وليس يمنياً..
بحثت شخصياً في هذه الحملة وتعاطفت كثيراً معها وبحثت جاهداً أريد أن ألاقي شيئاً واحداً يبرر هذا الهجوم الشرس مشفقاً على أصحابها وتوغلت في البحث..بحثت في الثورة فلم أجد الإصلاح وشبابه إلا أقوى وأنشط مكوناتها ولا نقاش في ذلك..فبحثت النضال فلم أجد الإصلاح وشبابه إلا في مقدمة الصفوف تاريخياً في الوحدة وثورة سبتمبر وغيرها..ثم بحثت في التأريخ فلم أجد إلا الزبيري أبو الأحرار رافعاً رآية التحرير والتحرّر.. فأيقنت جازماً أن هذه الحملة فيها نظر وفيها شيئ من الإشكالات والتشويش على الناس، ناهيك عن وجود حسابات سابقة بين ولاة الحملة وحزب الإصلاح كما أعتقد فنرجو منهم كل الرجاء عدم إدراج الشباب وثورتهم في هذه الحسابات ـ إن صح التعبير ـ الذين هم برآء منها كما يعرفونها هم وليحلوا إشكالاتهم
بعيداً، فشباب الثورة لا يمكنهم الإنجرار وراء تلكم الأشياء والثورة لا زالت في الساحات والمسيرات لا زالت مستمرة والمطالب لا زالت واضحة ولم تغرق في بحر السياسة كما يروّج البعض ومن يقول بأن الثورة قد سرقت أو غيرت مسارها فهذه أكبر هيانة للشباب والثوار واستخفافاً بهم وإدراجهم في قائمة الجهل والحماس الطائش وعدم إدراك الاشياء..فالشباب أوعى مما يفكر البعض في زاويته الضيقة..فمن يدّعي هكذا ادعاء فعليه الجلوس مع نفسه ليراجعها فالشباب المستقل والشباب المتحزّب والقبائل ومكونات الثورة بجميع توجهاتها وانتماءاتها تعرف وتعي أن الثورة هي ثورة الشعب والكل مشارك في هذه الثورة وهذا واقع يجب الاعتراف به شئنا أم أبينا ولا يحق لأحد منا تخوين أحد ولا إقصاء أحد ولنبتعد عن ادّعاء الوصاية عن الوطن أو الثورة ومن سيدعي بأن الثورة حقهم فليعلم أنه كاذب وأنا أول الشاهدين على ذلك وعليه أن يدرك أنه لا زال عايشاً في مملكة الوهم التي أطاحت بكثير من الأحلام التي كادت أن تحقق ولكن في السابق أما الآن فقد تقدمنا إلى عالم لحرية والمدنية والابتعاد عن الجهل..
فهذه الحملة التي ذكرتها آنفاً فلا خوف منها وهي معروفة ومكشوفة ولها عدة أسباب سياسية لا يعلمها إلا الله والخائضون فيها، إنما على الإصلاحيين خاصة الشباب تقبّل هذه الهجمات الفارغة من محتواها بروح التسامح والإخاء لتي عهدهم الكثير عليها منذ أمد إن أرادوا من الناس أن يحترموهم كما يجب علهم المضي في هدفهم وعدم الالتفات للمعوقات أو العقبات التي تهدف إلى الخراب والتدمير..فهم من مكونات ثورتنا الخالدة التي يفتخر بها اليمنيون..ولنعلم جميعاً كيمنيين أن النقد لا بد منه والذي لا يحب النقد فمسألته فيها نظر، فالنقد سنة الحياة ولكن شتان بين نقد مخلص نابع من قلب قدّم مصلحة وطنه الغالي على كل شيء نقداً هادفاً يبني ولا يخرّب يوحد ولا يفرّق يلُم ولا يشتت ونقداً آخر هدفه التشويه والنيل من الآخرين دون خوف من الله ولا حياءً من الشعب والوطن..فيا أيها الإصلاحيون عليكم مواجهة كل هذا بالصفح فالجميع يعرف مواقفكم ومواقعكم من الوطن فكونوا كما عهدكم مناصريكم ولا تذهبوا بهم إلى الهاوية وتحملوا كل العقبات أنتم وكل وطني همه الأول الوطن الحبيب وليكن شعاركم الذي رسمه لكم القائد الرائع (سنقاتل الناس بالحب) كم هي عظيمة وقائدٌ قائلها.. حفظ الله اليمن وحفظ الشعب.. المجد لليمن.. النصر للثورة.. الخلود للشهداء والشفاء للجرحى.. وأرواحنا فداك يا يمن.
رسالة:
إلى أصحاب الحملة يعلم الله كم نحب وطننا الغالي نحن وأنتم جميعاً ولا فرق بينكم وبين الإصلاحيين ولكن لكلاً وجهته ونظرته، فيجب على الجميع تقبّل الآخر وليعمل كل لوطنه من الطرق التي يراها مناسبة دون تجريح أو اتهامات أو سب لأننا راقون ويجب علينا أن نعرف ونصدّق أننا راقون لأن النزاعات والخلافات الحزبية والمذهبية وغيرها ـ والله وهذا، يمين سأحاسب عليه ـ لن تقودنا إلى بر الأمان وأنتم جميعكم أعلم مني بذلك ويجب علينا إنصاف الناس والوقوف بجانبهم بكل ما نرى فيه الخير للبلاد والعباد ولا تسيطر علينا التعصبات العمياء فهي والله تسرع في هدم ما بناه الأبطال..والله معكم في كل خير..والله من وراء القصد..
استراحة :
إذا كنت لا تتقبل النقد أو تخاف منه فأنت لست ناجحاً
ختاماً:
نسأل من الله أن يرزقنا الإخلاص في كل قول وعمل وأن يجنبنا اتهام الناس جزافاً إنه قادر على كل شيء ولا تنسونا من خالص الدعاء وصلوا على النبي..