ظلت الحالمة تعز منذ بداية ثورة فبراير الشبابية تثور ضد الظلم والقهر والاستبداد العائلي الذي لطالما تقاسمه كل أبناء الوطن الحبيب وكان همها وشغلها الشاغل هو أن ترى يمننا الحبيب جديداً خالياً من الظلم والاستعباد والأعمال الخارجة عن الذوق اليمني الراقي، بل مجرداً من نظام الـ33 الذي كان السبب في التخلّف والجهل وتأخّر اليمن واليمنيين.. ولما ثارت الحالمة وأعلنت ثورتها ضد الخراب والدمار كان الحقد عليها ممزوجاً بالخراب والدمار والقتل الذي ثارت من أجله تعز الحب خافياً من قبل الأذناب إلى أن جهروا بحقدهم الدفين في 30/5/2011م، حيث كانت محرقة ساحة تعز التي راح ضحيتها عدداً من الشهداء بينهم معاقين حرقاً والكثير من الجرحى والتي أيضاً ذكرتنا بقصة أصحاب الأخدود الذين ذكرهم الله في محكم كتابه الكريم.
بعدها وخاصة بعد مؤامرة دار الرئاسة التي لم تُعرف تفاصيل التحقيق فيها حتى اليوم لم تسلم أمي ومدينتي الحالمة المسالمة من القصف المتواصل على أحياءها وحاراتها وشوارعها المتواضعة والبسيطة كبساطتها وأبناءها، حيث اخلط تراب الحالمة الطاهر والحر -الذي نقبله ونفديه بكل ما نمتلك- بباروت الحقد ودخان الموت البطيء وروائح الخبث الذي يعمل اليوم أبناء تعز على نزعه من تربتهم الطاهرة.. هذا كله حل بأمي الحبيبة تعز، حتى بعد توقيع مبادرة الخليج التي قد تبدو عاجزة وإنزال اللجنة العسكرية لازال الانفلات الأمني مسيطراً على الحالمة ومعظم مديرياتها ومدنها الحبيبة.. فلماذا هكذا؟.
وبعد ما حل بتعز سُعدنا بخبر إقالة الصوفي حمود وتسليم المحافظة للعريقي شوقي بقرار جمهوري أصدر يوم الجمعة الماضية وكانت الفرحة قد عمت معظم أبناء الحالمة لما حدث من تغيير، حيث احتفل الكثير بهذا العمل الجيد.. حيث الناس اليوم يرتقبون ماذا سيقدم المحافظ الجديد لمدينتهم الجريحة!.
فهل سيقدّر المحافظ الجديد تعز وسيبنيها من جديد وسيحترم مواقف أبناءها؟ وهل سيستطيع لملمة الجراح الذي عجز الأطباء على مداواته؟.. أيضاً هل سيوفق في العمل على مواساة أسر الشهداء وأطفالهم وسيمسح على رؤوسهم وسينجح في رسم الابتسامة على وجوههم بعد أن فقدوها من يوم فقدان آبائهم وإخوانهم وأهاليهم من الرجال والنساء؟ ثم هل سيعمل على إيواء من هُدمت منازلهم والاعتناء بجرحى هذه الحالمة العظيمة البريئة ومن ثم القضاء على المظاهر المسلحة التي تزعج المدينة ومدنها؟، بل هل سيقف إلى جانبه أبناء تعز لتنفيذ ما ذكرته سابقاً؟.. هذا يجب أن يكون من أولويات المحافظ الجديد التي يجب معالجتها أولاً.. فنرجو أن يعمل جاهداً ومعه أحرار وأشراف وعقلاء تعز الأبية الصامدة عل تحقيقها وبقية ما تلزمه تعز التي كان يراهن النظام المخلوع على عدم صمودها أمام مدفعياته الظالمة وصواريخه الغبية وقنابله العنقودية وإشاعاته الكاذبة، ظاناً أن أبنائها سيركعون له وسيتنازلون عن ثورتهم التي أسسوا بنيانها بدمائهم الزكية التي هي أغلى شيئاً عندهم.. وباختصار: تعز كانت ولازالت وستظل الأم الحنون والحاضنة المخلصة لكل اليمنيين، فهل سيكون السعيد شوقي الأب الحامي لها والمدافع عنها ومسعدها؟.
استراحة :
هم يسألوني من تُعز.. فأجبتهم أهوى تعز
إني أموت بحب من.. دحروا الجبان المستفــز
إني أقبل رأس مــن.. رفعوا الجباه إلى المعـــز
إني أحيي كـــل من.. ولـدوا بأرضك يا تعـز
يا لائمي في حبهـــا.. بالله قلي من تُعـز؟
ختاماً:
نسأل من الله أن يرزقنا الإخلاص في كل قول وعمل وأن يجازي تعز وأبناءها وكل المحافظات اليمنية خير الجزاء وأن يولي عليها خيارها لا شرارها، إنه قادر على كل شيء ولا تنسونا من خالص الدعاء وصلوا على النبي..
صدام الحريبي
هل سيكون شوقي الأب الحامي لتعز؟! 1958