دخلت محافظة أبين وحالها المتأزم ووضع أهلها النازحين موسوعة "غينس" للأرقام القياسية من حيث نسبة المعاناة ومعدل البؤس والشقاء,وتصدرت أعلى المراتب مقارنة بالمحافظات اليمنية الأخرى,وبات وضعها وحربها الهزيلة التي لم تتضح معالمها بعد ولم تفضي إلى شيء منذ اندلاعها حديث الشارع اليمني والعربي على حد سواء,بل أن معالم البؤس والشقاء والعناء الذي عاشته المحافظة وتعيشه لم يتغير بل أزداد سوءاً وتعقيداً وأصبحت الحياة فيها لا تطاق ولا تحتمل,رغم الأمل الذي يحذو المواطنين في انفراج الأزمة المفتعلة والحرب المفبركة التي تدور رحاها قي المحافظة التي تدفع ثمنها أبناؤها البسطاء..لن نقول إن معاناة أبين وليدة اللحظة أو موسمية,بل هي أزلية ونتاج لسياسات خاطئة وإدارات هشة توالت عليها فكانت تبحث عن مصالحها الذاتية ولم تسعى لصلاح المحافظة وخدمتها,فكم من شخص تولى منصب المحافظ ومع ذلك لم ترى المحافظة منهم سوى الحرمان وتدني الخدمات وتردي الأوضاع وركود الحال وتدر الأحوال وضياع الآمال,فيأتي أحدهم ويذهب الآخر والمحافظة كما هي والوجوه التي تدير شؤون مرافقها هي نفس الوجوه التي تعود عليها المواطنيون والتي رأوا منهم العجب العجاب وهم من عاثوا في الأرض فساد ولم يتم تغييرهم أسوة بالمحافظين ولعل حال المحافظ يتغير ولكن للآسف ظل الحال كما هو عليها..فبالأمس القريب تقلد "الزوعري" منصب المحافظ وأستبشر الناس خيراً في الرجل فربما عمله السابق كرجل أمن ربما سيخدم المحافظة وسيغير حالها أمنياً إلى الأفضل ولكن الرجل خيب الآمال وولى الأدبار وترك الجمل بما حمل وأفرد جناحية وحلق عالياً تاركاً خلفه المحافظة تنهشها الأسلحة براً وبحراً وجواً وأتخذ من عدن ملاذاَ آمناً ومتنفساً ساحراً, نسي فيه المحافظة برمتها وأكتنفه الصمت ولم يعلق على ما حصل فيها إلا بعد فوات الأوان,والنازحون في الشوارع والملاعب والمدارس يقتاتون الهم ويتجرعون الحزن,ولم يقم بواجبه كمسئول وراعي لهذه المحافظة وأهلها النازحين,واليوم الزوعري أصبح في خبر كان وذهب بسيآته وحسناته التي لم نعرفها قط,وهاهو اليوم المحافظ الجديد "جمال العاقل" يرث تركه لا تخلو من الهموم والمشاكل والاحزان خلفها له السلف السابق لتصبح طريقه محفوفة بالمخاطر والأشواك سيجد صعوبة بالغة في التعامل معها أو مجاراتها,ولن تجدي نفعاً أي حلول ترقيعية قد يبتكرها المحافظ "العاقل" لخلاص المحافظة وأهلها,لان المواطنين ضاقوا ذرعاً من الحالة التي هم عليها, وملّوا من تلك الهبات الشهرية التي لا تأتي إلا بشق الأنفس ولا تخلوا من المشاكل و الإهانة, ولهذا فلن يقبلوا بغير العودة إلى محافظتهم حتى وان كانت "رميم" فالجوع والفقر بين جنبات دورها أهون من وأرحم من حالة الذل والهوان التي يعاملهم بها الآخرون في حالة أشبة بحال المتسولين, وهذا ما لن يستطيع المحافظ "العاقل" تلبيته لهم,فهل سيحرك المحافظ العاقل المياه الراكدة والقرارات الخاملة ويناقش وضع المحافظة بجدية مع صناع القرار ومن يتلاعب بها؟ أم أنه سيكتفي بالجلوس على كرسي الزعامة دون ان يحرك ساكناً ويترك المحافظة تئن وتتوجع حتى يأتي خلفه؟ لتظل المحافظة صريعة بين أكف المحافظين لا حول لها ولا قوة.. و لا نملك إلا أن ننتظر ما ستظهره الأيام لنا وما يحمله العاقل في جعبته..
فهد علي البرشاء
أبين.. محافظ يأتي وآخر يذهب والحال لم يتغير!! 1877