لم يحدث أي تغيير بقدر التغيير الذي هوى بهيبة الدولة وسلطاتها؛ حيث يتمرد الفاسدون والنافذون على قرارات رئاسية بتغييرهم دون أن يتم ضبطهم أو تطبيق عليهم الدستور والقانون وكأن الدستور والقانون ما وجدت مواده إلا لتفصع ظهر المواطن الغلبان ولتأديبه من أي تمرد أو من أن "يتدلع" لو جاز التعبير، ولو كان الاقتصاد سيتعافى كنا "شقينا" كما يقولون لكنه حدث ولا حرج..
لم نفعل أي شيء، لم يحدث أي تغيير رغم أن احتجاجات الشعوب لم تقتصر على الشعوب العربية في الشرق الأوسط بل طالت أوروبا واسبانيا واليونان وانكلترا وايطاليا ونيويورك وول ستريت..
هل قامت الحكومات بحل أزمة البطالة وتغيير طرق الإنتاج هل خصصت من ميزانياتها لحل هذه الأزمة كلا بالتأكيد.
أتساءل لماذا تدفع الحكومات شبابها لحرق أجسادهم بدلا من أن تدفعهم لتطوير ملكاتهم الإبداعية وتطوير أنفسهم لماذا يدفع الشباب أرواحهم ثمناً لرعونة وعنجهية حكامهم؟
سنوات مضت والشعوب العربية لا تجيد سوى إفراز البكائيات في أدبياتها، فقد ظلت الشعوب العربية لسنوات شعوباً تستحق الشفقة لأنها ابتليت بحكام لصوص همهم كيف يسرقون الثروات فحسب، أنها عصابات ما فيه لا يهمهم راحة وسعادة المواطن بل كل ما يشغلهم البقاء في المنصب إلى الأبد وتعبئة جيوبهم إلى أن جاء وقت التغيير وتستمر الحكاية...!
متى يا ترى تقوم الحكومات التي أفرزتها ثورات الربيع العربي بحل أزمة البطالة وتغيير طرق الإنتاج وتحقيق أحلام الجماهير التي تدافعت في ثورة عربية لم يعرف لها العالم المثيل حيث ليس هناك نظير لهذا الربيع البديع الذي لن يقبل أبدا بالتنويم أو يرضى بإجهاض ثوراته بل أن الحكومات والحكام الجدد ستمتد إليهم يد التغيير لتنال منهم..
نجدد سنوات مضت والشعوب العربية لا تجيد سوى إفراز البكائيات في أدبياتها؛ بكينا على أراضينا التي تسلب وتنهب وعلى الشعوب التي تقتل وتسفك دمائها، بكينا على المناضلين أصحاب الرأي الذين يعذبون في السجون ويعدمون لأنهم قالوا كلمة حق، بكينا على النساء المعتقلات اللواتي يتعرضن للامتهان، بكينا على العوائل التي تم تهجيرها بالقوة وتسفيرها وطردها من ارض الوطن، بكينا على الشهداء الذين سقطوا في الشوارع وهو يطالبون بالكرامة والعدالة الاجتماعية فهل بقيت لدينا دموع، أم أنها جفت ومتى يحين الوقت لنبتسم للحياة؟.
وأخيراً نردد ما قالته الزميلة والكاتبة العربية مكارم إبراهيم ونقولها بالفم الملان: يكفي اضطهاداً يكفي موتاً حان وقت التغيير..
إيمان سهيل
حان التغيير.. وتستمر الحكاية 1737