القوة التي تضرب الأخضر واليابس ولا تفرق بين صغير وكبير رجل أو امرأة هي قوة ظالمة في يد سفهاء طائشين لا يحتكمون سوى لمنطق الغابة, ولا يمتلكون أي أخلاقية، متجاوزين بذلك أخلاقيات الحروب.
وكان هذا ما رأيناه واكتوينا بناره من النظام السابق ومازلنا نشاهده من بقاياه حتى اليوم "ممن يعترضون على قرارات إقالتهم بالقيام بعمليات تمثل الحرابة, وبما يسمى بتنظيم القاعدة, والأطراف المدججة بالأسلحة والمنتشرة بكل المدن".
وهنا تبرز أهمية تعاضد المجتمع في نبذ الظواهر الدخيلة على مجتمعنا المسالم, فعندما يقف الأب في وجه ابنه والأخ في وجه أخيه -الذي يحاول العبث بمصلحة البلد نكون مشيناً- أول خطوة في طريق منع المشروع الخبيث في جرنا لمستنقع الجريمة ولبنة أولى نحو تأسيس الدولة المدنية، ثم يأتي دور الجهات الأمنية التي ستخفف من بقية الخروقات التي تقوم بها الأطراف الكارهة لهذا البلد.
أحرار نحن ونكفر بكل ديانة وطائفة تدعو إلى قتل روح واحدة أو تجيز استخدام القوة ضد أناس عزل أبرز سيماهم جنوحهم للسلم، ولكن عندما تصمت وتقف مكتوفة الأيدي فأنت بلا وعي تتحول إلى أداة سخيفة تخدم السفهاء بالمجان في تحقيق نزواتهم الشيطانية بالعبث بهذا الوطن ومقدراته إلى أن يصلوا إلى قعر دارك ويصطادوا أولادك ويسطوا على مالك وعرضك وأرضك ويستحلوا كل شيء.
ثقافة الاستسلام والتعبئة الانهزامية المخطط لها، إضافة إلى زرع عوامل الفرقة والكراهية وإلغاء الآخر، هذه منجزات نظام حكم البلد لثلاثة عقود مضت ويريد أن يستمر- بسيناريو جديد- ولد أثرها عقولاً خاوية مازالت تكرر غوغاء هذا الرجل المتنطع ببوق الشرعية والديموخراطية والمحبة التي لم يعرفها طوال عمره وتمجيده من خلال ألقابه الهزلية "الزعيم، ورئيس المؤتمر".
الوطن يحتاج منا الحب.. فلحب الأوطان قوة قاهرة تخرس كل الألسن وتصد كل الأسلحة، فتعالوا نحب أوطاننا ونحب بعضنا ونتطلع إلى نشأة جيل جديد يحكمه نظام متمدن لا يؤسس إلى الكراهية والمذلة للوطن وأهله، بل لكرامة الفرد والمجتمع.
عانينا من نظام سابق لا يهمه من أنت ولا يشعر بك كفرد أو كجماعات فالمئات يرحلون شهداء بسلاح الحاكم المستبد وأوامره دون أن يحرك في ضميره شعرة خوف من الله والقانون.
نظام قبحت أفعاله، لا يعرف ماذا يعني فقد روح فرد يمني ولا يقيم لنا أي ثمن ولا يفهم بأن إزهاق روح فرد يمني ولو بحادث عارض مسألة وطنية تمس الجميع.
سيستمر النضال من أجل نيل الدولة المدنية الحديثة التي تقدر الروح البشرية وتعمل على توفير سبل العيش الكريم لها، وهاهي الثورة تدخل عامها الثاني وتتخصص باقتلاع الفساد بطرق حديثة رغم المعوقات والأطراف التي حاولت أن تحرف وتشوه وتستفيد.
الثورة التي يقودها العلم حتما ستنتصر, فالعلم وحده كفيل بأن يجرف بكل المستبدين والفاسدين وما استمر النظام البائد إلا بتخريب العملية التعليمية والتأسيس لعملية تجهيل مورست ضد هذا الشعب.
لا قلق على ثورة تعمل على تحرير العقول والتطلع إلى العلم بأنه أولى المهام التي يجب أن تتظافر الجهود نحو لدعمها وتحقيق الغرض النبيل وإعطاء الأجيال كل الأجيال ما يلزمها لبناء وطن حر متمدن يسير وفق قانون لا يحيد عنه أحد .
أخيراً بالحب وبالعلم فقط نستطيع أن نرتقي بهذه البلدة الطيبة، فتعالوا بصدق نحب الوطن.
أحمد حمود الأثوري
تعالوا بصدق نحب الوطن 2213