;
أحمد حمود الأثوري
أحمد حمود الأثوري

الشهيد المهندس الأثوري ..قتل من أجل كرامة حارة 2160

2012-04-18 03:48:06


ابنك على مشارف الموت ! صاعقة نزلت منتصف إحدى الليالي على الحاج أمين ثابت علي الأثوري، عبر اتصال هاتفي لتخور قواه بعدها وهو لا يكاد يصدق ما يسمع عن فلذة كبده - أيها القراء جميعاً / تدركون ماذا يعني فلذة كبدك ، ضناك ، روحك ، نور عيونك ، سندك ، نواره بيتك "- مازالت سماعة الهاتف مفتوحة وحشرجات تتسع يتمالك الحاج أمين كل قواه ليستبين إن كان هذا الخبر مجرد مزحة في منتصف هذه الليلة، يتسأل: ابني وضاح محط إعجاب الناس وحبهم ولا هنالك من أعداء له فلا أصدق هذه المزحة؟.
في الطرف الآخر تمتد السماعة من يد أحد أقارب الحاج أمين ل ولده الآخر أديب -الذي كان برفقة أخيه الشهيد وضاح وناله من الاعتداء الآثم الكثير الكثير ومن فجيعته باستشهاد أخيه- بصوت مكلوم يؤكد لوالده حقيقة الفاجعة ولكن بتخفيف مفاده أن الشهيد مازال في العناية المركزة ، ليغلق الحاج أمين السماعة راكضاً نحو سيارة تقله من عدن صوب عاصمة "الموت" صنعاء . تتباعد الدروب وعقارب الساعة كسلى وهذا القلب يعتصر وجعاً وتتراءي أمام العين صور وضاح، ضاحكاً مبتسماً، متفائلاً، باحثاً عما يسعد الآخرين، يصل بشق النفس صنعاء ليجد أن فلذة كبده جثة هامدة وبرودة جسده ترتجف لها الأبدان.. وتبدأ من هنا فصول العذاب وتحديات الصبر ومرحلة التحدي في إحقاق العدل والانتصار للتشريعات الدينية والقوانين الإنسانية .
الحاج أمين لم يكن يعلم ان انتصار ابنه لمبادئ إنسانية خلاقة سيدفع ثمنها تلكم الروح الغالية التي لا يساويها شيء في الحياة -سوى كرمزية وامتثال لشرع الله - أن يرى عدالة الله محققة بالقصاص من القاتل.
الأب المفجوع لا يعلم حقيقة كيف قتل فلذة كبده وما هي الدوافع لذلك ؟
يروي الحاج أمين ثابت :" كان ولدي الشهيد وضاح مهندساً متفوقاً في دراسته وأخلاقه وفي مجال عمله في وزارة الدفاع ، بدأ بتجهيز شقته التي استأجرها من عمه استعداداً لزواجه الذي قتل قبل موعده بشهرين, وفي الحارة التي انتقل إليها كانت هناك مجاميع تتقطع طريق الأطفال والصبيان لتستلب ما لديهم وكأنها جزية المرور وتتحرش بالفتيات دون أن تجد هذه العصابة ما يردعها، فأدى هذا الخنوع إلى استعلاء واستقواء هذه العصابة فأصبحت تسلب المارة ما لديهم بأساليب البلطجة ,وكان الشهيد وضاح حراً فلم يذل يوماً لمخلوق ولم تستطع هذه العصابة أن تستلبه كرامته وحريته ومات فداء لكرامة الضعفاء وانتصاراً للحق المغيب وأسس لمرحلة جديدة من استعادة حرية الآخرين الذين لم يستطيعوا الانتصار لأنفسهم رغم رتبهم العسكرية . "
تتصاعد التنهدات من قلب الحاج أمين الذي يتفوق على الصبر في صبره ويتابع : "في 21 مايو 2010م - قبل استشهاده بخمسة أيام ، وبعد ترصد طويل تحاول العصابة ابتزاز رؤوف ابن عم وضاح الذي كان برفقته أثناء عودتهما والتعرض لسيارتهما ، فشلت محاولة وضاح السلمية النابعة من ذكاءه وعلمه وهندسة حياته بالتعامل مع معترض المشاكل ، لكن قامت العصابة بإخراجهم من السيارة وحدث اشتباكات بالأيدي تعرض خلالها وضاح لطعنة بخنجر، وبعد انتقالهم لقسم الشرطة يتم الصلح بينهما بحضور والد القاتل وعمه أي -والد رؤوف -الفندم مصطفى ويتعهد القاتل بعدم التعرض لأي من وضاح ورؤوف ويتنازل العم عن قضية ابن أخيه الذي طعن وفيما بعد قتل.
مرت خمسة أيام في حياة العصابة التي يتزعمها القاتل يخططون في التخلص من وضاح الذي بمقدمه للحارة قص جناحي الشر فيها لشجاعته ونصرته للحق ، فما عادوا يستطيعون استلاب أحد أو التحرش بأنثى كما كانوا يفعلون دوماً، مرت الخمسة الأيام وهم ينتظرون اللحظة للتخلص من المهندس وضاح الشوكة التي وقفت في حلق بلطجتهم، وفي يوم ال 26/ مايو /2010 وفي أثناء عودة الشهيد وضاح وأخيه المهندس أديب وابن عمهما، تعرضت العصابة بزعامة "أحمد مفضل أحمد مفضل" وتقطعت للسيارة لإنزال الشهيد وأخيه وانهالوا عليهما بالضرب وتم التركيز على الشهيد وضاح الذي رفض أن تستلب كرامة الناس من قبل أي عصابة , وتم رشق رأسه بالحجارة وأدوات حادة أودت به إلى الموت تنفيذاً لمخططهم.
ثم يتابع: قتل ابني لأنه انتصر لكرامة أبناء حارته الذين استسلموا وتعاونوا مع القاتل ولا يستبعد أبداً أن تكون هذه الأطراف هي من حرضت على قتله بطرق مباشرة وغير مباشرة ".
وبعد مرور عامين على مقتل ابني, لم تنصفني العدالة, ولم يعترف بولدي الشهيد بعمله بوزارة الدفاع - مهندس شبكات – وهو الذي تفانى في عمله وغدر به وهو عائد من عمله ."
يضيف الحاج/ أمين: حتى أقرب الناس لي ومن قدموا ولدي فداءً لكرامتهم تخلوا عني في أول المشوار ولم يحضروا معي دفنه بعد أن تفاجأت وأنا أخرج ابني من ثلاجة الموتى التي ظل بها ثمانية أشهر بأن تكلفة العمليات الاستكشافية التي أجريت للشهيد ما زالت مقيدة عليه ولم تدفع بعد.
وإلى الآن وقرابة العامين مرت والحاج أمين ثابت ينتظر العدالة أن تبت في أمر مقتل ولده وإحقاق العدل وقد تحمل فوق حزنه العناء والمشقة في مواجهة لوبي من عصابات امتهنت التقطع ولا تمتلك أي وازع أخلاقي، فمازال وحيداً وحزنه يدفع به إلى أن يتم تنفيذ حكم شرع الله .. ويناشد رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي , والنائب العام إنصافه من قتلة ولده بعد أن أرهق متنقلاً بين مكان إقامته في عدن والعاصمة صنعاء، ويناشد وزير الدفاع بصرف راتب ولده الذي أوقف منذ مقتله .

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد