لا أحد يستطيع أن ينكر أو يتجاهل تنظيم له تواجد جماهيري وامتداد شعبي على طول البلاد وعرضها اسمه المؤتمر الشعبي العام... لكنه رغم هذا كله ظل طوال السنوات الماضية خارج المعادلة السياسية ليس له تأثير سياسيي كحزب، فهو لم يكن الحزب الحاكم كما كان يطلق عليه ويدّعي أنصاره ذلك، إنما كان الحزب الحاكم يعنى بالعربي الفصيح أن هذا التنظيم الطويل العريض لم يكن إلا أداة من الأدوات التي استخدمها الرئيس السابق وعائلته في الهيمنة والاستحواذ على السلطة ومصادرة الثروة... فالباحث المحايد والموضوعي في حال المؤتمر الشعبي مهما حاول تجميل صورته لن يصل إلاّ إلى نتيجة واحدة هي أن المؤتمر الشعبي العام هو علي عبدالله صالح وعلي عبدالله صالح هو المؤتمر..
وخير شاهد على ذلك موقف المؤتمر من قرارات رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي التي تقضي بتدوير عدد من قادة الوحدات العسكرية..
فقد خرج في اليوم التالي لصدور هذه القرارات تصريحات عن مصدر مسئول في قيادة المؤتمر يبرر التمرد العسكري على قرارات رئيس الجمهورية التي يقوم بها أقارب صالح أن سبب هذا التمرد أن القرارات صدرت دون التشاور مع المؤتمر، وهذا عذر أقبح من ذنب.... لأن القرارات صادرة من رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة في نطاق المؤسسة العسكرية التي ليس لها علاقة بالعمل الحزبي، فما علاقة قائد القوات الجوية وقائد القوات الخاصة بالمؤتمر الشعبي.. ألم يكونوا يقولون أن هذه القوات قوات وطنية وظيفتها حماية الشرعية الدستورية، فلماذا الآن يتمردون على الشرعية الدستورية؟!.
الأمر الآخر أن رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي هو نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام وأمينه العام بل هو الرئيس الفعلي له بموجب النظام الداخلي الذي يقول إن رئيس الجمهورية هو رئيس المؤتمر..
المسألة صارت واضحة والمقصود بالتشاور مع المؤتمر الذي جاء في تصريح المصدر المسئول في قيادة المؤتمر الذي يبرر التمرد العسكري على قرارات رئيس الجمهورية هو صالح وعائلته.
يعني أن على عبدربه منصور هادي قبل أن يصدر أي قرار عليه أن يذهب إلى الرئيس السابق علي عبدالله صالح يأخذ منه الإذن والموافقة وإلاّ فإن هذه القرارات لن تنفذ بحجة عدم التشاور مع المؤتمر.
كأن الثورة الشعبية والأرواح التي سقطت والدماء التي سالت طوال أكثر من عام والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة التي وقعت وشهد عليها العالم والانتخابات الرئاسية التي أجريت في 21 فبراير وقال فيها قرابة 7 مليون مواطن نعم لعبدربه منصور هادي وحفل التنصيب وتسليم العلم الذي أقيم في دار الرئاسة الذي قال عنه الإعلام المؤتمري انه حدث تاريخي لأول مرة يحدث في الوطن العربي.
كل هذا مجرد لعب عيال وضحك على الذقون «كأنك يابو زيد ما غزيت".
اعتقد أن هذا لا يرضي أي مواطن يمني شريف في مقدمتهم أعضاء المؤتمر الشعبي وكوادره الوطنية الذين يجب عليهم أن يتخذوا موقفاً في إيقاف هذه المهزلة وهذا الاستغلال الذي يسعى من خلاله صالح وعائلته إلى تدمير الوطن باسم المؤتمر الشعبي العام.
فالآن قد حصحص الحق وصارت الأمور واضحة للعيان، فيجب على أعضاء المؤتمر أن يختاروا بين الانتماء للوطن أو أن يبقوا أداة في يد صالح وعائلته.
فكما قلت لهم في مقال سابق (من كان يحب علي صالح فإن علي صالح قد ذهب ومن كان يحب اليمن فإن اليمن باقٍ ).. نحن اليوم في مرحلة جديدة مرحلة بناء اليمن الجديد هي فرصة لإعلان ثورة داخل المؤتمر الشعبي تحرره من هيمنة العائلة وتحويله إلى حزب وطني مدني يمارس دوره في عملية البناء والتنمية في ظل القيادة الجديدة على رأسها رئيس اليمن عبدربه منصور هادي الذي توافقت عليه كل القوى الوطنية الدولية والإقليمية.
تيسير السامعى
إلى أعضاء المؤتمر "الآن حصحص الحق" 1785