جنوبي الهوى قلبي وما أحلاه أن يغدو هوى قلبي جنوبياً " عمر الفراء "..
باسم المحبة, والألفة, وعبر أجنحة الوحدة، يستدعي وقوفنا جميعاً أمام قضايا الوطن التي خلط أوراقها نظام قبيح متهالك، دام لعقود يعبث بخيرات ومقدرات الوطن الحبيب في جنوبه وشماله، واهماً بأن السياسية الخرقاء سوف تودي بالنهاية بشعب اليمن الطيب إلى الإستسلام والإسترخاء وقذفه إلى مستنقع الوهن.
من أهم القضايا وأولاها في المرحلة القادمة معالجة القضية الجنوبية وإزالة الاحتقان الذي تولد نتيجة استبداد الحاكم وأعوانه، مما أدى إلى بروز دعوات نمقتها جميعاً ولا يباركها الرب، فالشقاق والتفرقة والانفصال دعوات لن تجد لها نصيراً أبداً.
**********
إذا كانت دعواتكم للانفصال نتيجة الظلم الذي حل بكم وإيمانكم بتمكنكم من بناء دولتكم في منأى عن إخوانكم في الشمال أو ممن تطلقون عليهم " دحابشة " لوفرة الثروة النفطية والسمكية والسياحة ومقومات بناء دولة حقيقية، يجب عليكم أولاً النظر إلى أبناء الحالمة الذين عانوا الأمرين في الشمال كانوا أو في الجنوب رغم حضورهم بكل مجالات الحياة، في الجنوب كانوا في صفوف ثورة أكتوبر المجيدة التي وبعد 48 سنة لم يعترف بها النظام البائد المقيت كثورة عظيمة وكان أبناء تعز من رموز الحزب الاشتراكي والجبهات الثورية وقادة فك حصار صنعاء ومناضلي ثورة سبتمبر، ففي كل مجال موزعون على ربوع البلد الحبيب، في عدن " دحابشه " و" جباليه " ومن ضمن السرق الذين نهبوا الجنوب -حتى لو كان من بينهم عامل في البناء أو " جرسون " في مطعم أو طالب في الجامعة متوسد وملتحف آخر النهار كرتوناً لينام على الرصيف-، وفي صنعاء " براغله "..
هم الآن متقدمون صفوف الثورة لنصرة اليمن ومازالت الساحات تعج بهم انتصاراً لتحقيق مطالب تقع أولاها في نصرتكم باسترداد مظالمكم ممن عاثوا في جنوب اليمن، ففي صنعاء وبقية المدن يسقط الشهداء لتجد أكثرهم "براغله" ومدينتهم التي هي قلب الثورة تقصف وتهدم وتسفك فيها الدماء بشكل انتقامي وجنوني لإنهاء الموارد البشرية التي تمد الوطن وقطع شريان الدولة المدنية، وليس هذا فحسب بل قبل هذا فتح النظام القبيح بحقد ميناء المخاء -ومنذ عقود- لدخول الأدوية المهربة والمخدرات ولتهريب الخمور و... و الخ وأهمل الصحة وأنهك التعليم بإدخال سياسة الغش إلى العملية التعليمية لبناء جيل فاسد،وإفقار هذه المدينة وتحويلها إلى قرية غجرية، دافعاً بالشباب إلى دخول عالم " القرمطة " والسكر والعربدة ولكن اثبت هؤلاء الفتية بأنهم هم الأكفاء ولن تحط من همتهم هذه المسالك الخطيرة، وهـأنتم ترون بأم أعينكم ما يحدث لهم ولكنهم يوزعون المحبة لكل أبناء الوطن ويقدمون الأرواح والتضحيات فداءً لكل الوطن -رغم المواقف المخذلة من الإخوان في الشمال والجنوب- فهل تشعرون ما تعانيه تعز من أجل كرامة وحرية اليمن وشعبه ؟ هل تراكم تسعون لوحدة تكاملية لإنهاء الظلم في كل ربوع السعيدة بعيدا عن الإصغاء لأطراف خارجية تقدم الارواح الغالية لابناء الجنوب قرباناً لنزواتها الشيطانية.. كاتب هذا المقال معكم وفي صفكم ومع مطالبكم الحقيقية التي لن تسترد بانفصال أو اقتتال، أو السماح لأطراف خارجية التدخل في قضاياكم العادلة، بل بتعميق الوحدة التي أنتم صانعوها وحماتها بإذن الله.
****************
كنتم قبل الوحدة تنعمون بالخير, أنتم صادقون، كنتم وكنتم وبكل شيء أنتم لصادقون، لكن
أحبابنا في الجنوب أو تسمعون دوي المدافع والدبابات الذي لم ينته صباح مساء في تعز؟ هل تسمعون صراخ النساء والأطفال؟ هل تصل إليكم روائح الدماء التي سفكت وانين المعذبين والمختطفين؟ هل تشعرون بمعنى أن يعتدى على النساء في هذه المدينة التي لا تعرف سوى الحب والسلام؟ يحدث هذا في تعز، فبقايا صالح تعمل على زعزعة الأمن واثبات للعالم بأنه الأفضل وبأنه حامي الحمى وحامي الوحدة اليمنية وأساسها وأن بقاء اليمن متماسكاً كان مرهوناً به، فلماذا تشرفونه بهذا وتؤكدون للعامة بأن ما يروج له نعم الصواب. وكفانا وكفاكم ما يجعلنا نكشف المؤامرات ما حدث في الأسبوع الفائت من شعارات بقايا النظام " الوحدة أو الموت " كعمليات تحريضية لاقتتال الإخوة في الجنوب والشمال.. فهل انتم مستوعبون؟.
****************
لم نحقد على أحد ولم ندعُ يوماً لتخلينا عن هذا الوطن الذي لم يورثنا حبه سوى الظلم لنا والقدح بآمالنا ومنجزاتنا؟.. وكل يوم نزداد حباً لكل يمني ولكل ذرة رمل في هذا الوطن المقدس جنوبه وشماله ومن كهلنا إلى صغيرنا نناصر العدالة المتمثلة بتحقيق الخير لكل اليمن بما فيه الجنوب الذي ظلم كما ظلمنا في الشمال من ذاك النظام الشمولي الديكتاتوري المستبد.
****************
القضية الجنوبية نؤيدها ونسعى لرد الاعتبار لهذه البقعة المباركة من الوطن ورد المظالم لأهلها وتحقيق المساواة بين كل أبناء الوطن وأن يكون التمييز لمن يقدم لهذا الوطن أكثر بحب حتى يتم التنافس على بناء الدولة المدنية التي نسعى لها.
لا تسترد المظالم بثقافة الانشقاق والكراهية والنبذ والاحتقار ولا بالتفجيرات وتخريب الطرقات وتعطيل التعليم.
****************
الوطن بكل مكوناته أمام ثورة حقيقية للإنعتاق من بقايا تركة ثقيلة وبقايا نظام لا تزده سماحتنا إلا تعنتاً ورغبة في قتلنا وإشعال جذوة الكراهية والشقاق والتفرقة، لأن هذا النظام ورموزه لم يعرفوا يوماً معنى حب الوطن ولا تسكن قلوبهم المحبة، فلا تكونوا خدماً له بالمجان - دون أن تشعرون- لتنفيذ بقايا مخططاته ولتستشعروا بأن الوحدة أنتم ولولاكم لما كانت هناك وحدة ولا اندمج الشمال والجنوب، كم هي بغيظة دعوات الانفصال والكراهية والاستعلاء وكم هو جميل هذا الوطن بوحدته وعزته وبالمحبة التي تسكن قلوب أبناءه.
لا تخدموا نظاماً استأثر بكل شيء وحول الوطن بأكمله وليس الجنوب فقط إلى ملكية خاصة يهب من يشاء ويمنع عن من يشاء ولو كان استطاع منع الهواء عنا وعنكم لفعل.
واقول رأياً شخصياً متجرداً من أي مناطقية: صدقوني إذا حدث وتحقق الانفصال فان تداعياته وإشكالاته لن يستطع احد حلها وسوف تورثكم هموماً لن تستطيعوا عليها صبراً، فاليمنيون منذ الازل متوحدون بقلوبهم وعندما ذابت الحدود تداخل كل شيء وامتزج، فلا سبيل للانفصال كما ترون.. إنا جميعاً معكم ورب البيت يا إخواننا في جنوب اليمن ولا نتجاهل الأخطاء المرتكبة من قبل شلة صغيرة مستبدة ظلمت كل بقاع اليمن، ساتناولها في مقبل الايام في سلسلة مقالات.
عاش اليمن قوياً موحداً وحدة قلوب متحابة، عاش اليمن فوق أخطاء من ينادون "الوحدة أو الموت".
أحمد حمود الأثوري
من دحباشي برغلي : كل شيء سوى الجنوب جنون!! 2733