تقاوم الشاة المذبوحة من يقوم بذبحها لا على أمل التغلب عليه ولكن من أجل الوصول لأمل الإبقاء على حياتها، تقاوم الألم حيث لا تستسلم للذبح مهما كانت ضعيفة ، وربما حال هذه الشاة تتساوى مع حال الفاسدين الذين يقالون من مناصبهم، فتراهم متألمين من قرار إقالتهم الذي يشبه لديهم الذبح الذي سيؤدي بهم حتماً إلى الموت، يقاومون بكل ما أوتوا من قوة على أمل حياة الفساد التي عشقوها لا الحياة التي تضادد الموت ، ولو تتبعنا مثلاً الرئيس السابق علي عبد الله صالح وما يقوم به من أعمال صبيانية حالماً بعودته لحياة الفساد والاستبداد التي عاشها طيلة 33 عاماً سنرى العجب العجاب، فتارة يبعث ببرقيات التهاني والتعازي ويشارك في الأعراس كرئيس لحزب المؤتمر، ويتمنى أن يكون رئيساً حتى ولو كان لأحد النوادي الرياضية، بل نراه يهدد ويتوعد معارضيه ومثل هذه الحالة المريضة ما يقوم به أخوه محمد صالح الأحمر - قائد القوة الجوية المقال بقرار جمهوري من تهديد بإسقاط الطائرات وإيعازه لبلاطجته باستهداف المطار ونهب الأسلحة والممتلكات العامة الخاصة بالقوات الجوية وأخيراً اقتحام قاعدة الديلمي
، وكان حافظ معياد هو الآخر قد أبى إلا أن يقاوم ترحيله من المؤسسة الاقتصادية حيث وكر فساده ،وغيرهم الكثير، لكن الذي يجب أن نتنبه إليه هو أن التسامح مع كل فاسد مقال يشجعه على مقاومة الترحيل وإلا لو تمت محاكمة هؤلاء الفاسدين جراء جرائمهم وإفسادهم ونهبهم الحقوق العامة والخاصة ولو تم وضعهم في أقفاص جراء تلك الفعال الشنيعة ليراهم الشعب المتضرر من
أفعالهم، ما تجرأ أي فاسد مقال أن يقاوم قرار إسقاطه أبداً، إن ما نشاهده اليوم من تمرد على قرارات الرئيس عبدربه من قبل هؤلاء يندرج تحت إطار المقاومة المستميتة للحفاظ على المصالح الشخصية بعيداً عن أي اعتبارات وطنية، بل رأيناهم ينهبون الممتلكات العامة وكأنها أملاك خاصة ورثوها عن آبائهم وأجدادهم وليست ممتلكات الشعب ، هؤلاء الذين صموا آذاننا في دعوة الآخرين للالتزام بالشرعية الدستورية يوم كان رئيسهم في قمة الهرم نراهم يتمردون اليوم على الشرعية الجديدة للرئيس المنتخب عبد ربه منصور هادي وكأن الشرعية لديهم خاصة لشخوصهم المريضة ونسوا تماماً أوصافهم التي كانوا ينعتون بها مخالفيهم من العمالة والخيانة وغيرهما من الأوصاف! ..
لقد آن الأوان لتكون شرعية الرئيس هادي شرعية فاعلة وهي المسنودة داخلياً وخارجياً ومن فاعليتها التي نريد ليس قرارات التدوير، بل التغيير الذي قامت من أجله الثورة الشبابية السلمية ، وبقدر ما كانت بعض القرارات الأخيرة شجاعة ومهمة إلا أن ما نغص فرحة صدورها وأنقص من أهميتها هو تعيين بعض المقالين من الفاسدين في مناصب أخرى ، لكننا مازلنا نؤمل على
أن تتبع تلك القرارات قرارات رئاسية صارمة ترحل كل أولاد وعائلة صالح وبلاطجته من المناصب المدنية والعسكرية، كي تهدأ البلاد من شرورهم ومن تخريبهم لمقدرات البلد.. وبما أننا نشبه مقاومتهم بعد إقالتهم بتلك الشاة المذبوحة، فلا تكن هذه المقاومة معيقة ولا يجب أن تثنينا عن التغيير المنشود، وسيكون حال اليمن هو الأجمل من غير أولئك الذين عكروا صفو حياة اليمنيين طيلة ثلاثة عقود من الزمن! .
غالب السميعي
المتمردون !! .... 1837