الكل مجمع على أن الثورة ثورة شعبية شارك في انطلاقتها واستمرارها ووصولها إلى هذا الزخم الشعب بكل فئاته وشرائحه، هذا شيء مسلم به.. لكن للأسف نسمع من يقول ويردد أن الثورة سرقت ؟!. وهذا بصراحة كلام لا يقبله العقل والمنطق..ولا يعبر إلا عن نزعة إقصائية واحتكارية عند من يروجون له، لأن الثورة الشعبية لا تسرق لأنها ملك للشعب كله فلا يمكن لشعب أو جزء منه أن يسرق ذاته.. ثانياً الثورة حتى الآن لاتزال في بدايتها الأولى ولم يتحقق الا جزء يسير من أهدافها، فكيف نتحدث عن شيء أنه سرق وصودر وهو لم يكتمل بعد.. ما حدث حتى الآن هو مجرد تسوية سياسية لانقاد البلاد من الخراب والدمار الذي كان يخطط له صالح وعائلته والذين ذهبوا إلى هذه التسوية السياسية لم يدعوا ملكية الثورة، لأنهم يعلمون جيداً أنها ثورة شعب ولها أهدافها الواضحة التي صار يعرفها الجميع ولا يمكن أن تتوقف إلا بتحقق هذه الأهداف.. فتوزيع الاتهامات ومنح الصكوك الثورية التي يقوم بها البعض ليست من أخلاقيات الثورة، لأن الثائر الحقيقي هو من يحمل القيم والمبادئ السامية والأخلاق الرفيعة وحب الآخرين واحترام قناعاتهم، ويسعى دائماً إلى توحيد الصف وجمع الكلمة ولم الشمل وتضييق أسباب الفرقة والخلاف بين كل مكونات الثورة, لان همه هو انتصار الثورة وتحقيق أهدافها، أما من يتجرد من القيم ويسعى إلى شق الصف وتفريق الكلمة وتوجيه الاتهامات للآخرين فهو بلطجي وإن كان في الصفوف الأولى للثورة، لأن الثورة ثورة قيم وإذا انفصلت الثورة عن القيم تحولت إلى فوضى وبلطجة.
هناك صنف من الثوار رفضوا التسوية السياسية المتمثلة بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية تحت مبرر أنها مؤامرة سعودية أمريكية على الثورة اليمنية "هذه قناعتهم التي يجب على الآخرين احترامها "..لكنهم للأسف الشديد لم يتوقفوا عند الرفض فقط، فقد شرقوا صوب إيران يستمدون منها الدعم والعون والمدد ويتقاضون الأموال.. هذا يذكرنا بما فعله الملك سيف ابن ذيزن الذي أراد تحرير بلاده واستعادة ملكه من الأحباش، فذهب يستعين بالفرس الذين جاءوا وطردوا الأحباش واحتلوا اليمن وحولوها إلى ولاية فارسية.
لا ندرى كيف يفكر هؤلاء وما هي أهدافهم التي يريدون تحقيقها؟ فكيف يشكون من الوصاية ويريدون استبدالها بوصاية أخرى وكأننا اليمنيون صرنا ملطشة لشعوب الأرض، لا نسطيع العيش إلا في ظل الوصاية الخارجية؟!...
//////////////
تيسير السامعى
هواجس ثورية 1782