قبيل أيام ماضية قليلة كتبت مقالاً عن أبين ومحافظيها وما قدموه لها,وكيف توالى عليها المحافظون دون أن يغيروا فيها شيئاً، فيذهب سلف ويأتي خلف وحالها كما هو عليه وآخرهم الزوعري الذي ترك الجمل بما حمل وورّث خلفه "العاقل" تركة ثقيلة يصعب التعامل معها,لعل أهمها النازحون ومشاكلهم والمساكن المهدمة والبنية التحتية المدمرة..وقلت أن أمام المحافظ العاقل مشواراً طويلاً وهماً ثقيلاً يجب أن يحسن التعامل معه كي يستطيع أن يقدم شيئاً لمحافظته، وقلت أيضاً: سننتظر خطواته الأولى في مجال عمله,وتساءلت هل سيكتفي بالجلوس على الكرسي الذي تدلت منه كروش السابقين ويكتفي به؟ولم يمضٍ سوى بضعة أيام حتى تفاجأ الكل بوجود العاقل في لودر وفي ساحة النزال إلى جانب أبناء لودر وفي مواجهة مع الموت الذي أعتبره من صميم عمله وأولى مهامه ليقلب كل الموازين ويجيب على كل التسآؤلات التي طرحتها أنا وغيري عن شخصه وأولى خطواته التي يترقبها الكل، لتتضح لنا جلياً شخصية الرجل ومعدنه ونواياه الحسنة تجاه محافظته المنكوبة وأهلها جراء السياسات الانتقامية والعدائية التي انتهجتها الدولة تجاههم، فأثبت الرجل أنه حريص على تقديم كل ما ينفع المحافظة ويخدم أهلها, وكل ما من شأنه أن يرتقي بها في ظل الكذب والنفاق والزيف الذي يتعامل به بعض المسئولين تجاه الشعب,فأدركت أنا كما أدرك الآخرون أن الرجل يحمل في جعبته الإصلاحات والخدمات التي عجز عنها سلفه السابقون التي تجاهلوها تماماً ولم يقوموا بأقل القليل لأبين وأهلها, وأنه يحتاج للمساعدة والدعم والمصداقية من قبل البطانة والحاشية التي تحيط به كي يمارس عمله بصدق وإخلاص وكي تنتفع أبين بمصداقية الرجل تجاه المحافظة التي كانت لودر أولى محطاته التي باشر منها عمله ولم يخشَ على نفسه ولم يكتفي بمراقبة الأحداث التي تدور فيها عن بعد دون أن يحرك ساكناً, بل إنه بفعله حرك الماء "الآسن" منذ سنوات والذي جمدته تلك السياسات الشخصية والمصالح الذاتية التي دفعت فاتورتها وقيمة استهلاكها أبين وأهلها, وبما أن الرجل في قلب الحدث وكما سمعنا أنه لن يبارح مكانه حتى يحرر المديرية ويطمئن عليها، فمعناه أنه يحمل لنا مفاجآت أخرى ستظهرها الأيام وستثبتها المواقف التي لم يتمتع بها سابقوه,وربما سيكون فيها الخير والصلاح للمحافظة وأهلها,وربما ستغير حال المحافظة برمتها..وجل ما نرجوه هو أن تعطيه الدولة صلاحيات أو سع وتعبد له الطريق وتذلل له الصعاب كي يقوم بعمله علي أكمل وجه ولا تثبط عزيمته وتضيق الخناق عليه.. فتحية حب للعاقل "وواثق الخطوة يمشي ملكاً"..
فهد علي البرشاء
المحافظ العاقل وتباشير الخير 1786