قبل أيام وعلى ظهر صحيفة الجمهورية الرسمية لمحت مقالاً لأستاذي الغالي ومعلمي القدير / نجيب القرن وقبل أن أنوي قراءته ظننته سيوضح حال اليمنيين وسيسكب الأمل الغزير على الجراح الذي عاناه ولا زال يعاني من بعضه شعبنا الحبيب الذي كاد البعض من المرتزقة أن يفرض وصايته عليه وأنّى لهم ذلك؟!!.
بعد قراءتي للمقال الذي وضّح سلبيات طرف وأظهر إيجابيات طرف آخر أيقنت أن ثمة تدخلات خارجية لا زلنا متأثرين بها وستفرض حتماً وصايتها على الشعب ما لم نكف عن المهاترات والتعصبات التي تنفعها وتضرنا ... أنا لن أتكلم هنا على ما أورده أستاذي الغالي حول المذاهب والعادات والتقاليد التي يعانيها الطرفان اللذان ذكرهم الأستاذ , إنما عن حزب الرشاد الذي أُسس مؤخراً وأقول لأستاذي القدير : أنت تحدثت عن اختلافات دينية إن لم تكن مذهبية وطرفاها أحد مشايخ الحكمة والطرف الآخر المعروف ومن حق أي شخص أن يتكلم بهذا، ولكن لماذا نخلط الأوراق ونخبط عقل القارئ ؟! فقد قمت بإدخال حزب الرشاد على الخط وإشراكه في الاختلافات أو المعركة التي يعانيها من ذكرتهم والتي أيضاً لم يتوقفوا عنها منذ ولدتني أمي بل ومن قبل كما أتصور..فما علاقة هذا الحزب الوليد بأزمات ومعاناة عقيمة لولا تدخل البعض واختلافات قديمة ما أمرنا الله بها؟ فالحزب ليس له أي علاقة بما يوضح فيه أحد أعضائه أو قياداته آرائه الدينية والمذهبية .. أما عن الظنون والاعتقادات فأنت يا أستاذ علمتني بأنه يستحب أن تكون إيجابية دائماً لا سلبية كما أشرت في مقالك، لأنها مجرد ظنون قد تتم لاحقاً وقد لا تتم.. فقد قلت بأنك تظن بأن هذا الحزب سيضيف طفرة نوعية بل وتعدى ظنك بأن هذه الطفرة سيُرفد بها العالم، فما بالنا يا أستاذي القدير وأين نحن من الواقع والإيجابية والحب والإنصاف الذي اقتبستُ بعضه منك طول حياتك النضالية والسعيدة والمدافعة عن الحقوق والحريات؟؟.
أما عن السعودية وإيران اللتين يتقاتل عليهما البعض، فهما كالمقص المفتوح من دخل بينهما تمزّق، يعني خسراناً ولا داعٍ للخوض في مشاكلهما أو عداوتهما التي لا يعلمها إلا الله وأصحاب القرار .. فهما والله أنظمة الدولتين لا يريدان إلا مصالحهما بغض النظر عن المذاهب التي يتشدقون بها
ويتعصبون لها اليوم وينصبون أنفسهم أولياء عليها..
ولكي أوضح للقارئ بأن السعودية بعيدة كل البعد عن الدفاع على السنة المزعومة وأيضاً إيران بعيدة كل البعد عن الدفاع على الدين والإسلام والمسلمين فأقول : أين سنة السعودية من صدّام حسين الذي أُعدم شنقاً يوم العيد في صورة أو حادثة تستفز المسلمين لسان حالها: ( ها أنا قتلت أحد قادتكم الذين سوّلت له نفسه بالتطاول على أمريكا وإسرائيل التي لا تُقهر في يوم عيدكم وأمام زعمائكم وأقولها بكل شجاعة وقوة واستفزازية لكم بأنني أردت إهانتكم فما أنتم فاعلون؟!!) بل إن أنظمة السنة المزعومة شاركت في موكب الإعدام المهيب الذي حضره بعض كبار القادة المسلمين وقد نال استحسان جميع الحاضرين والمختفين خلف الكواليس الذين يعملون ليل نهار لوجه الله ولا يحبون الظهور لكي لا تخرب نياتهم الصادقة والمخلصة التي تؤدي الولاء والطاعة لمن فكروا بإعدام القائد صدّام حسين..كما حضر الحدث أيضاً الطرف الآخر الذي يتوعد من زمااااااان بأمريكا وإسرائيل ليشاركهم إعدام قائد عربي مسلم ..
أما إيران تقول بأنها تلعن أمريكا وإسرائيل، فمن حقها تقول ما تشاء ولكن هل توافقت معهما على صدام حسين فقط ؟؟ ألم يكن مسلماً عربياً يشكل خطراً على إسرائيل وأمريكا ؟ فلماذا لم تدعمه بغض النظر عن قمع شيعة العراق فهذا الأمر كان سيحل بإذن الله؟.. وما لنا من هذا الكلام الذي سيبرره الكثير من الناس والموالون وسيكارح بأن صدام حسين كان يقمع الشيعة في العراق وهو حاقد عليهم ولن يتراجع عن حقده أبد الدهر؟.. إنما أقول عن إيران: أين إسلاميتها مما حصل في الأحواز وسوريا الجريحة؟ هل أمريكا وإسرائيل اللعينتان كما يصف البعض هناك ؟؟
باختصار شديد جداً أقول للمدافعين والمعولين على هاتين الدولتين : يكفي السعودية ما حصل بتونس ومصر وليبيا واليمن ويكفي إيران ما يحصل في سوريا والأحواز واليمن .. وهذا يكفي لشفاء صدور قوم يتشدقون ويراهنون على ما أسلفت .. لست هنا مخوناً لأحد ولا متهماً لأحد ولا قاضياً أو مصدر أحكام وعقوبات، بل أقول دعونا من المهاترات والتعصبات المذهبية، فو الله الذي لا إله إلا هو لن يحاسبنا الله إلا بما كسبت أيدينا وبما كسبت قلوبنا ويوم القيامة لن تنفعنا أمريكا ولا إسرائيل ولا السعودية ولا إيران، إلا سلامة قلوبنا مما يغضب الله قال الله (( يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم)) صدق الله العظيم .. فالسعودية جارة شقيقة وإيران صديقة وهما دولتان نسأل من الله أن يوفق فيما بينهما على خير وبما يرضيه وشعوبهما من أنبل الشعوب ولكن نرجوا من أنظمتهما عدم التدخل في شؤون الناس والدول الأخرى، لأن ذلك يعني انتهاكاً لسيادة الأوطان وسبباً في تقاتل أبناء الوطن الواحد عليهما ..
وإلى الأستاذ القدير نجيب القرن : دعهم وشأنهم ويجب أن لا ندخل في تفاصيلهم المضيعة للوقت والمشتتة للعقل والمفرقة أو الدافعة لحب الانتقام ولنشغل أنفسنا هذه الأيام ببناء وطننا الغالي ولنداوي جراحه دون أي وصاية أو حقد من أحد، فما لنا وما لهم !! وفي هذا كفاية ..
*ملاحظة : الأستاذ القدير الشاعر / نجيب القرن هو معلمي وقدوتي منذ صغري، فسلام لك منّي أيها الغالي وأتمنى أن لا تتقبل هذا المقال من باب :
أعلمه الرماية كل يومٍ وحين اشتد ساعده رماني
ولكن من باب :
أحببتك أستاذي الغالي فأتيت بهذه الكلمات
أملاً في حبك ورضائك لنظنّ خيراً في الآتي
أرجو أن تقبلها من طالبك الذي لا زال شغوفاً لتلقي النصائح والتوجيهات منك ...
استراحة:
عندما تيأس وتقرر الاستسلام والتوقف .. فاعرف أنك على بُعد خطوات من هدفك.
ختاماً:
نسأل من الله أن يرزقنا الإخلاص في كل قول وعمل وأن يجيرنا التعصب وأن يكفينا الوصايات على يمننا وعلى كل وطن مسلم، إنه قادر على كل شيء ولا تنسونا من خالص الدعاء، وصلوا على النبي صلوات ربي وسلامة عليه...
صدام الحريبي
ما لنا وما لهم!! 1721