إن للعقل البشري تاريخيته ولا يمكن أن تستقيم دراسة عقول البشر والشعوب إلا من منطلق تاريخية الظواهر، بما في ذلك ظاهرة السلوك العقلي .
ويصف الغربيون بلداننا بأنها مجتمعات نامية ومجتمعات أوروبا وأمريكا الشمالية وغيرها بأنها مجتمعات متقدمة النمو.
غير أن الحقيقة لدى الدكتور/ تيسير الناشف أن جميع المجتمعات البشرية، سواء كانت مجتمعات غربية أو غير غربية، مجتمعات نامية وأن صفة النمو ينبغي ألا تتعلق بالجانب المادي والاقتصادي والتكنولوجي فحسب، ولكن بجوانب أخرى مثل الجانب الروحي والإنساني والاجتماعي والثقافي أيضاً.. بهذا المعنى الأعم للنمو فإن البلدان غير الغربية أكثر نمواً من الناحيتين الإنسانية والروحية.
إن الجهات الفاعلة القوية الممارسة للتأثير في المجتمع تقيد، بسبب إيلائها الأولوية لرؤاها ومصالحها، التدفق الفكري والتطبيق الفكري ويأتي هذا التقييد متجلياً في الثني عن الإتيان بالفكر أو تهميشه أو إهماله أو استقباحه أو مجافاة صاحب الفكر أو معاقبته.
وطالما من سمات نظم الحكم في كثير من البلدان النامية أنها نشأت من فوق، عن طريق الدول الاستعمارية التي ساندت لمصلحتها تلك النظم، أو عن طريق انقلابات عسكرية أو كانت مواصلة لرئاسات عشائرية وقبلية.. ومن سمات تلك النظم أنها تسلطية أو إملائية أو قمعية أو مستبدة، فإن فجوة عميقة - حسب الدكتور الناشف- تقوم بينها وبين الناس، وهذه السمات أسهمت في تقييد الفكر وتقييد التنمية.
إيمان سهيل
سمات أسهمت في تقييد الفكر والتنمية 1965