البعض من الناس يرى بأن استقلالية الانتماء تكون في عدم انتقاد أي شخص لأي شيء سواءً حسناً فيمحه عليه أو سيئاً فيذمه عليه.. ففي أحداث ثورة الشباب الشعبية السلمية هنا في اليمن كنت مستاء من بعض القنوات الفضائية والصحف العربية، فقد كانت تؤدي دور الصنم في الجاهلية يعبده الناس ويحبوه وهو لا يهتم بهم عندما يناشدونه وقد نهانا الإسلام عن ممارسة هكذا أشياء لتأتي هذه الكائنات –الفضائيات- اليوم وتؤدي نفس الدور، لكن شتان بين صنم لا يسمع ولا يرى ولا يعي، فهو جماد وشيء لا يؤاخذ وبين قنوات فضائية وصحف ومواقع يسمع ويعي ويرى القائمين عليها، بل وبعضهم ممن يتعرض للأذى.. ما أثار حفيظة الكثير هو أن تلكم أدوات الإعلام ومنها الصحف والقنوات كنا نحبها ونتابعها بكثرة ومتفائلين بها إلى أن أتت أحداث الساحة، فرمتنا كال.. ظلينا نناشدها علّها تحدد موقفها أو حتى تستنكر مجرّد استنكار مما حدث لتعز وأرحب وصنعاء وأبين وكل المحافظات، ولكن كان لسان حالها : صم بكم عمي فهم لا، لم يكن لهم أي موقف مشرف اتجاه ما مرت به اليمن من ثورة وأحداث دامية يبكي يتقطع عليها القلب ويندى لها الجبين ولا يستوعبها القلب.. فقبل أيام لاحظت أحد الشباب يناقش بحثاً مع أستاذته وكان البحث عن شيء يخص مجال إعلامي هو أحد المشاركين فيه، فظل يناقش البحث وظل يشكي ويبكي ويكيل الأيمان ويقول أمام الطلاب: والله يا شباب إننا كنا نمر إلى المكان التابع لنا خافضين رؤوسنا خشية القصف والرصاص والقذائف التي كانت تمر من جانبنا وكنا نتحمل ذلك ونجازف بأنفسنا لكي نصل ونقدم لكم كل جديد وظل يتكلم حتى كاد أن يبكي من في الداخل، فضلاً عني الذي كنت أسمعه على غير موعد وفجأة سأله أحدهم قائلاً: كان هذا في أحداث الثورة فرد عليه: نعم.. والحزن على وجهه وكأنه أحد الشهداء، فقال له آخر: إذاً لماذا لم نجد لكم حتى خبراً، قصيراً عن أحداث الثورة؟ فقال له وبكل لا أدري بما أصف طريقته هذه: لأنه أصلاً نحن مستقلون وما نتبع أي حزب.. وظل يكررها حتى تعبت لسانه من تكرارها ..
أقول لأخي ولمن يحمل هذه العقلية المتطورة المستقلة عن الحق والجهر به : هذا مصير وطن وأمة وشعب وناس، أنت تستقل عن مثل هكذا شيء.. تدع الوطن يتشرد وتبرر بأشياء ما أنزل ربي بها من سلطان, هذا ليس استقلالاً وإنما حماقة وجهل أو خوف واتخاذ مبرر، فاختاروا ما شئتم، لأن الكل يفي بالغرض.. لأن معنى مستقل ليس أن تخفي الأخبار ولا تتدخل بها، إنما تظهر الحقائق للناس وتبحث عن أعمال كل الأطراف وتوضحها للناس، فإن كانت إيجابية، فلتقدم الشكر وإن كانت سلبية، فلتنتقدها نقداً بناءً دون انحياز لطرف أو آخر فإذا كن كذلك فسأستطيع القول بأنك مستقل.. أما أن يأت شخص ويلغي كل الحقائق ولا يوضحها للناس ويبرر ذلك بأنه مستقل، فهذا استقلال من طراز جديد لم نسمع به من قبل، وبذلك لن تجد له أي مكانة بين الناس أو رفعة وإنما سيظل هابطاً في الأرض إلى أن يعي بأن الوطنية قبل الاستقلالية ..
استراحة :
القائد الفعّال يتقن فن الاعتذار عند الخطأ.. ومن قبول الاعتذار من الآخرين.
ختاماً:
نسأل الله أن يرزقنا الإخلاص في كل قول وعمل وأن يجعلنا ممن يعون ما يقدمون وما يقولون إنه قادر على كل شيء ولا تنسونا من خالص الدعاء وصلوا على النبي..
صدام الحريبي
نحن مستقلون !! 1637