"النصر لليمن .. الأمن والسلام .. والوحدة والعز والسمو .. الذل لأعداء السلام والمحبة في أرجاء الكون "
أعداء السلام والمحبة وكارهو اليمن .. لم يدعونا نبتسم وعكروا صفو فرحتنا بتوحدنا، يمزقون لحمة هذا الوطن ويسفكون دماء حماة الديار .. وجع يمتد من أقصى اليمن إلى أقصاه .. الحزن يخنقنا جميعاً.. لم يعد في المدى سوى الحزن يا حرفي المهزوز .. فأصبحنا نستمرئ على مضض رؤية دماء رجالنا وأبنائنا الأطهار ، وهي تلامس باطن أقدامنا الحافية .. الأخلاق تتوارى خجلاً من هول وعظم هذا الجرم الذي خطط لتنفيذه قبيل هذا اليوم التاريخي الناصع والمحفور في جبين الشمس .. يتحول ميدان ابتهاج الجموع إلى مسرح من الدماء فجرتها دمى شيطانية لعينة تحركها نزوات الشيطان .. أي حزن هذا الذي خيم على قلب اليمن وغطاه بوشاح مظلم ؟.. هل يعي هؤلاء الشياطين كم دعوة تنفذ وتخترق سقف السماء من قلوب اتحدت في الحزن في هذا اليوم – جميعهم من يصرخ " مع " ومن يصرخ " ضد " مكتئبون حد اختناق الأماني الخضر؟ .. هل يفقهون بأن ولادة حقيقية تتم الآن لوطن تلاحم وتوحد ضدهم ؟
الشارع اليمني يعلن حداده .. الإسفلت يقشعر ويحاول أن يعانق الدماء والأشلاء .. المساجد ترفع نداء الصلاة بطريقة استثنائية توحي بثورة قادمة تطيح بكل من فكر بمس هذا الوطن الذي تحمل الكثير من عبث الشياطين ونزقهم الإجرامي..
فرصة تأتي وسط الحزن .. وحدة تأتي من وحي الحزن .. فالأطياف المتصارعة وحدها حزنها المخيم .. شعارات الحراك الجنوبي ومن لا تضيع فرصة كهذه " كئيبة وخافتة ".. خطوات البشر مهتزة وكأن شيئاً يدفعها بتغيير الهتاف إلى " نفديك يا يمن " عوضاً عن ذكر الجنوب الحر ..
الجموع التي ملأت ساحات التغيير والتحرير تغتسل بحزنها .. جماهير ظلت لفترة في ميدان التحرير والسبعين متوحشة بسواد الوجع -رغم الأصابع التي تشير للنظام السابق بتفجير الوضع- وهذا ما يبرره تداول الخبر عن مفاجأة تفجيرية -بمناسبة عيد الوحدة- نشرت عبر صفحات مؤيدة للنظام قبيل وقع الحدث بساعات مع نشر خبر دخول عفاش المستشفى والتركيز على الخبر بتدقيق وتفصيل يثير الشبهة في تبرير استباقي لما سيحدث ..
الحداد بصمت يكمم أفواهنا ويمارس القلم عصيانه عن البوح بما يختلج في القلوب والألباب من حزن .. الأخبار تتوالى ويزداد عدد الراحلين عنا دون جرم .. الكل تثور في داخله ألف ثورة وثورة مشدوداً أمام شاشة التلفاز .. الكل يصدح سنحيا ونفنى ليبقى اليمن ..
أعداء السلام ينفذون حروبهم الجاهلية ، ونزواتهم العابرة الطائشة ليفقدونا أرواح غالية، البعض يدق بمعول الهدم والتدمير بوسائل شيطانية مستتراً بستار شعارات مخادعة براقة فحواها تحقيق شريعة الله والبعض ينخر في العضم بستار الطائفية والقبلية وبقية الأعداء خرجوا من التاريخ ليعودوا من بوابة الدمار والخراب ولكن في هذا الخضم من الفتن ستعلن ولادة وطن جديد قادر على تماسكه والمحافظة على لحمته وتثبيت أوتاده وتحقيق الاستقرار .. العزاء لنا جميعاً والحداد في كل شبر من الوطن والصمود يعتلي كل جبين للإبقاء على وطننا متماسكاً وعصياً على التمزق مهما حاق به الأعداء ..
أحمد حمود الأثوري
وحدة تنبع من فم الأحزان 1987