;
د. محمد عبدالله الحاوري
د. محمد عبدالله الحاوري

الثورة الشبابية إنجاز لأهداف واستكمال لأخرى 1833

2012-05-27 14:10:05


إن الأهداف الكبيرة تحتاج وقتاً كافياً في إنجازها، والتركات الثقيلة تحتاج زمناً مكافئاً لحجمها لتجاوز مخاطرها، والإنجازات العظيمة ذات الطابع التاريخي في حياة الشعوب لها ثقلها وتحتاج مداها الزمني بما يليق بها لاستكمال تجلياتها، وهذا ما أولاه الله تعالى للثورة اليمنية المباركة، فخطواتها تسير بقدر الله زماناً ومكاناً وأداء، وهذا التوفيق الكبير نلمسه في المشاعر النفسية كما نلمسه في الوجدان القلبي كما نحسه ونشعر به في الرضا والاطمئنان وفي الربط على القلوب وجمع الكلمة ولم الشمل واجتماع الرأي وتوحد المواقف وتماسك جبهة الثورة وتلاحم مكوناتها جميعاً في بوتقة واحدة.
إن الثورة اليمنية البانية تسير بخطوات واسعة نحو استكمال أهدافها وفق منهجيتها الواضحة، باعتبارها خطة بناء وطريقة إعمار ووسيلة حضارية للتغيير ومدخلاً متميزاً للنهضة وبوابة واسعة لزمن جديد وعهد جديد ليمن جديد.
 وهي في هذا كله تستشعر المخاطر المحفوفة، والمهالك التي يتربص بها بقايا النظام السابق من جهة، وأصحاب المشاريع الصغيرة من جهة أخرى، والانتهازيين من لصوص الثورات وتجار الشعارات من جهة ثالثة لذلك فاليمن أمانة في أعناقنا جميعا.
إن الذي يريد البناء عليه الحذر من الهدم وما يؤدي إلى الهدم، لقد حافظت الثورة على سلميتها وهذا فضل الله عز وجل برغم المحاولات التي ما زالت قائمة للزج باليمن في بحر من الدماء، والذي يريد تحقيق الإعمار وإحداث النهضة يلزمه أن يعي تماماً أن الوقت جزء من العلاج، وأن العافية قراريط، فبقدر ما نريد التوصل إلى استكمال نهائي لأهداف الثورة ندرك أيضاً أن تفكيك النظام يستغرق وقتاً فقد بنى نفسه ثلاثاً وثلاثين سنة، وأن الذي يريد أن تكون الثورة بوابة واسعة ليمن جديد وعهد جديد يجب أن لا ينسى أنه مطالب بمزيد من الصبر، والمصابرة، والمثابرة، فالمنتصر هو الوطن، والنصر الذي منحه الله للثورة هو هبة الله لدماء الشهداء وأنات الجرحى وتضحيات الأحرار ولكن هذا النصر أمانة في الرقاب أن لا يحدث شغب عليه فيضيع بريقه، فقد أصبحت الحكمة اليمانية حديث العالم، والحكمة تقتضي احراز النصر بأقل الخسائر، والتوسل بكافة الوسائل السلمية لإنجاز بقية خطواته وقد مضى الكثير ولم يبق بحمد الله وعونه إلا القليل، وبالدعاء والابتهال والتضرع بين يدي ملك الملوك يكون النصر الكامل بإذن الله.

إن الثورة وسيلة وليست غاية وهذا أمر يغفل عنه بعض الثوار، فقد خرج الشهداء ليكونوا أكرم من أكرمهم الله من بيننا، فانتدبوا أنفسهم ليصنعوا من أجسادهم الطاهرة جسراً تعبر عليه اليمن من الخوف إلى الأمان ومن الضعف إلى القوة، وقد تحقق جزء من مراد الشهداء وبقية الأجزاء يحققها الله تعالى بإذنه وإرادته بتوفيقه إلى صمود الثوار، والثورة أداة للتغيير من الوضع المستبد إلى الزمن الذي يسود في القانون وليست هدفاً، بمعنى أننا لم نقم بالثورة للثورة مثل الفن للفن ولكن الثورة لتحقيق أهداف اليمن الكبير.
 ولكن الثورة ليست مرحلة واحدة، بل هي مرحلتان مرحلة الهدم وقد أنجزنا منها الكثير ربما نكون في الخطوات النهائية في ذلك والحمد لله رب العالمين، ومرحلة البناء وهي المرحلة التي توازي مرحلة الهدم وترافقها وتستمر بعد ذلك وهي مستمرة اليوم وغدا وبعد غد، فمرحلة البناء ليست فترة ولكنها مستمرة ولها تكاليفها وهو ما يجب على الثوار إدراكه، ومن مرحلة البناء والهدم تحرير اليمن من قبضة جماعات العنف المسلح التي حاولت قتل اليمن كله بارتكابها جرائم القتل والألغام والاعتداء على الحياة والأحياء وهذا ملف كبير وشائك ومهم تسير فيه اليمن بخطوات حقيقية لا هوادة فيها إن شاء الله لتخليص بلادنا من سيطرة عصابات العنف في اليمن وأولها وليس آخرها القاعدة لكي تبسط الدولة نفوذها على كامل التراب اليمني وتكون كل اليمن تحت سقف الوحدة والقانون والمصالح المتكافئة لكل أبناء اليمن.
 
 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

محمد الجماعي

2024-05-06 23:20:44

"فسيلة" الزنداني؟

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد