يروى أن رجلاً كان يصطاد الأسود،وذات يوم خطر في باله أن أفضل طريقة تمكنه من اصطياد الأسد أن يحفر له حفرة في مكان مرتفع، فعندما يأتي الأسد يقع فيها وهنا يستطيع صيده،وفي ذات يوم أمطرت السماء مطراً غزيراً وتكونت سيول جارفة، مما أعاق الرجل عن الوصول إلى تلك الحفرة وبقي نادماً وحائراً لا يدري ما يفعل واعتبره أمراً يصعب تفاديه والتصرف في حياله.فقال" بلغ السيل الزبى"..والزبية هي الحفرة..
فصار هذا المثل يضرب على من يكلف بعمل لا يقوى على انجازه وكذلك من يطيل التفكير في مسألة تستنزف كل قواه الفكرية تجاهها...
هذه هي سوريا اليوم أمام العالم بعد تلك الجلسات الطويلة في مجلس الأمن الدولي بعدما أصبح مكبلاً بالقيود الصينية الروسية ومبادرة الجامعة العربية وإرسال المراقبين إلى المدن السورية والكثير من الخطط والتدابير ولكن لا جدوى في اصطياد الأسد...وماذا بعد أيها العرب؟فأنتم بالقرب من الحدث؟! هل نقول بلغ السيل الزبى أم أن هناك تحركات دولية وعربية حقيقية تجاه تلك المجازر البشعة والتي كان آخرها مجزرة الحولة في حمص؟.. كيف نتكلم والمشاعر متأججة والقلوب تشتعل ناراً بعد هذه الجرائم بحق إخواننا السوريين؟ فمنذ قديم الزمن الطويل إلى اليوم وفلسطين تستغيث بالعالم من ذلك الاحتلال الصهيوني اليهودي ولكن لا جدوى أمام هذه القضية بعد التحركات الدولية..فتكرر السيناريو في سوريا من نظام محتل يستعين بقوى أجنبية تدعمه بالمال والعتاد لتدمير سوريا وقتل كل من فيها...إنها قضية خطيرة أمام العالم من أقصاه إلى أقصاه...نرى ونشاهد الأطفال ينادون ولكن لا حياة لمن تنادي،فسوريا اليوم تنزف بكل مكوناتها بعد أن خرج الشعب بثورة شعبية للإصلاح والتغيير ضد حكم مستبد، فتغيرت ساحة الوطن إلى أنهار من الدماء ،والعالم إزاء هذا النزيف بين مؤيد ومعارض،يقف الشعب السوري أمام أقوى الآلات العسكرية فيقدم الشهيد تلو الشهيد ويتحدى تلك القوة العسكرية بجسمه الصغير، فلا نرى منهم هزيمة"أو خذلاناً..
هاهو الجنرال الأسد يغرس مخالبه الحادة ببطون الأطفال الصغار ويصرعهم على تلك الأرض الطاهرة.. نزح الكثير من أهالي سوريا إلى بعض الأماكن الحدودية الآمنة هرباً من الصواريخ وأصوات الرصاص...وأصبحت حمص وحماة وإدلب تكتب بدماء الشهداء الله أكبر على كل ظالم ومن يساند هذا الظالم لأنها اليوم غصة في حلق الأسد وسيخرج منها مهزوماً مدحوراً، فلك الله يا شعب سوريا بعد تلك المجازر، فمهما كانت التضحية فإن الحرية لا تموت وسيأتي النصر قريباً إن شاء الله (وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين(..
خليف بجاش الخليدي
سوريا تنزف يا عرب 2319