;
محمد علي محسن
محمد علي محسن

تناغم الحكومة والرئاسة أولاً !! 2431

2012-06-03 02:37:31


قبل مطالبة فصائل الحراك بدخول الحوار الوطني؛ لابد من طمأنة هؤلاء ولو بإجراءات سياسية عملية تتعلق بهيكلة الجيش والأمن كضرورة وحتمية لا مناص من التسليم بها، فإزاحة القيادات العسكرية والأمنية العابثة والقاتلة للروح والمواطنة الواحدة أظنها مسألة في غاية الأهمية، إذ سيكون لمثل هذه الخطوة باعث ايجابي على أية مصالحة وتسوية سياسية يراد انجازها خلال المرحلة القادمة.
حين ثارت محافظات الشمال على النظام العائلي القبلي العسكري مطلع السنة الفائتة رأينا محافظات الجنوب هامدة خافضة لهجة التجزئة إلى درجة تكاد غير مسموعة، ولكن وبمضي الوقت عادت تلكم الهتافات والشعارات رويداً ورويداً وإن بأقل حدة وعنفوان من قبل الثورة.
السؤال: لماذا خفتت تظاهرات الجنوب في الأسابيع الأولى؟ وكيف ارتفع صوتها ووتيرتها من شهر لآخر؟.. أعتقد أن المسألة لها صلة بالنتائج المحبطة، فكلما تأخرت الثورة في إسقاط النظام السابق كان لهذا التخلف نتيجة عكسية على ثورة التغيير وعلى مسألة الحوار الوطني؛ بل وأكثر من ذلك إذ يمتد الأمر للحرب على القاعدة وكذا تخريب أنابيب النفط وأبراج الكهرباء وارتفاع معدل الجريمة والتقطع وغيرها من النتائج العكسية التي قد تؤثر سلباً على عملية الانتقال.
قبل دعوة الفرقاء سواء فصائل الحراك أو الحوثيين؛ يجب على رئاسة الدولة محاورة الحكومة والتوافق معها حول مسائل أساسية وجوهرية تتعلق بماهية الغاية المرجوة من مرحلة التوافق المحددة بسنتين، فالحال أننا إزاء عقليتين مختلفتين وكل منهما وسيلته وطريقته في التعامل مع المبادرة الخليجية وآليتها المزمنة.
نعم على الرئاسة والحكومة الاتفاق أولاً في كونهما يمثلان ثورة التغيير، باعتبارها هدفاً وغاية جمعية لكافة اليمنيين التواقين لدولة يسودها العدل والحرية والمواطنة المتساوية، فدون الاتفاق ما بين رئيس الحكومة ورئيس الدولة حول ماهية الدولة المنشودة؛ ستبقى المرحلة الانتقالية مجرد شماعة وقت كل يلقي عليها إخفاقه وخطأه.
فيكفي القول هنا بأنه وما لم يلمس اليمنيون أفعالاً إيجابية وعملية في قابل الأيام؛ فإنهم سيفقدون ثقتهم كلياً بالحكومة والرئاسة معاً، وحين يفقد الناس أملهم وثقتهم بحكومتهم ورئاستهم فذاك يعني الكارثة، نعم الحكومة والرئاسة كلاهما يمثلان ثورة التغيير وما لم يكونا عند مستوى المهمة التاريخية المؤمل منها طي صفحة النظام العائلي القبلي الجهوي الفاسد؛ فإنهما سيجدان نفسيهما يخوضان حربا باردة إنابة عن مراكز قوى عسكرية وقبلية ودينية.
وإذا ما ظلت الحكومة عاجزة عن تأمين خط كهرباء وعن إخراج عشرات المعتقلين من زنازين النظام السابق؛ فكيف لمثل هذه الحكومة الدعوة لحوار وطني؟ أعجب كيف سيتم الحوار على الوحدة إذا ما العهد الجديد بهذه القتامة والسوء؟ لا أدري كيف سيطمئن الجنوبيون للحوار فيما النظام العائلي القبلي العسكري - الذي كان سبباً في كفرهم بالتوحد - مازال قائماً ومستحكماً بالجيش والأمن والإعلام والمال وووالخ ؟.
أتدرون ماهية النكتة التي يتناولها العامة في عدن؟ إنها تعبر وبشكل وجيز وساخر مما يجري في صنعاء، فحين احتدم الخلاف بين موظف ومديره قال الموظف متهكماً: أرفض قرار نقلي وأشترط لتسليم الوظيفة حضور ممثل الأمم المتحدة جمال بن عمر.. لماذا العتب هنا؟ فالحال أننا مازلنا ننتظر قرارات من مجلس الأمن كي تنفذ قرارات الرئيس على اللواء الثالث أو غيره من ألوية الحرس وكتائب الأمن المركزي.
الواقع أن النظام السابق يعمل جاهداً على تغذية أية عملية اختلاف ما بين الحكومة والرئاسة وهذا ما لاحظناه في الأيام القليلة الماضية ومن خلال عديد من المواقع والصحف والقنوات العاملة على تأجيج وتأزيم الوضع بين الرئاسة والحكومة وتحت أية ذريعة وسبب، فأياً كان الاختلاف والتباين الحاصلين؛ فهذه من الأشياء البديهية التي ينبغي أن لا تستغل وتجير بمصلحة النظام العائلي القبلي، ففي الحالتين الرئاسة والحكومة هما في مكان واحد وفي مهمة إنقاذية واحده.
الرئاسة والحكومة يجب أن يتناغم أداؤهما كلياً لا سيما في مثل هذه الظروف الحرجة والخطرة، فجنوبا هناك حربا شرسة ضد تنظيم القاعدة وأتباعه من أنصار الشريعة الذين مازالوا يبسطون نفوذهم على مناطق في أبين وشبوة والبيضاء ومأرب وما لم يتم حسم المعركة مع هذه الجماعات الإرهابية وفي مدة وجيزة ستكون تبعات أية تأخر مكلفة على طبيعة التسوية.
المسألة التالية للإرهاب وتتعلق بهيكلة الجيش والأمن، فدون إخضاع هاتين القوتين لسلطة الدفاع والداخلية ولسلطة رئيس الدولة يصعب الكلام عن اجتثاث الإرهاب، فدون قوة عسكرية موحدة تنظيماً وتسليحاً وعقيدة وقراراً؛ لا يمكن القضاء على القاعدة، ودون وجود أجهزة أمنية منظمة فاعلة وخاضعة لسلطة الدولة يصعب الحديث عن تنمية واستقرار ووقف للعبث بالخدمات الحيوية.
 ودون حل ومعالجة القضايا المقلقة والمرهقة لكاهل الرئاسة والحكومة؛ لا يمكن أن تجد الدعوة للحوار الوطني استجابة قوية، ودون تناغم وانسجام في منظومة القرار السياسي – حكومة ورئاسة – اتساقاً مع ثورة التغيير الشبابية والشعبية وأهدافها وقيمها وتضحياتها المجترحة؛ فستظل الحكومة في وادٍ والرئاسة بوادٍ آخر.
وعندما تصير المرحلة الانتقالية مجرد حلبة صراع ما بين إرادتين وقوتين صاعدتين كل منهما يتربص بأخطاء خصمه كي يهزمه إرضاء لجمهوره؛ الرئاسة والحكومة كذلك؛ فإما أن يقودا البلاد تحت رآية واحدة وثورة واحدة غايتها التغيير الشامل وإما أن يخوضا المرحلة برايتين وفكرتين متناقضتين، وهذا كفيل بإخفاقهما وفشلهما في مواجهة النظام القديم.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد