باسم الحب نبدأ، وباسمه نسيطر، وبسوطه نجلد... أما برباطه فنحجر، هكذا نحن، هكذا لا يكون سوى أغلب معلمينا.
نطالب بجيل حر متمكن مثقف واع بحقوقه ويعي واجباته، ونغضب حين نرى النقيض تماماً، نطالبه ونحن نقيم دولة مدنية ونطالب بالديمقراطية ونحن سلابها، نريد ثقافة ونحن هدامها... أما الإبداع فهو الأمل المرجو ونحن من يسحقه.
نسحق غراس المعرفة ونحن زراعها، نرّهب ولا نرغب، نذهب بهم في غياهب التبعية والغوغائية والاستعمار الفكري الثقافي، نسلبهم حق النقاش والجدل والحوار الفكري بقمعهم وتقوية شخصياتنا وأسلوبنا الشخصي عليهم، فيغدو الطالب قرابة مسخ عن المعلم ومسخ عن الأجنبي الذي ينظر نحوه بمثال الديمقراطية والحرية الفكرية فيغدو النموذج الأجنبي مثالا يتبعه و يحترمه، فيبتعد كل البعد عن الثقافة والعادات والتقاليد التي من المفروض أن يربى عليها، فنذهب نحو العلمانية والضياع وما يصدر الغرب لنا سوى السموم، فليس الهدف نحن، من توغل فينا المنطق الإسلامي، إنما ذلك الجيل الغض الطري لين العود الذي من السهل استعمار أدمغته.
إن على المعلمين واجباً تربوياً علمياً، عليهم ان يعلموهم أدب الحوار المفقود والجدل والنقاش المنطقي، وأنّ الحب لا يكون بالفرض ولا بالقمع ولا بفرض شخصيات عليهم، فلا كسر للأقلام ولا حجر على أدمغة، ولا قتل للمبدع الصغير، أما قاعدة "من علمني حرفاً صرت له عبداً" فهي خاطئة بالية أنهى الإسلام إياها، وألغيت الطبقات منذ أن دخل أجدادنا فيه، فمتى كنا سادة وعبيدا، ومتى كان الطالب عبداً والمعلم السيد ؟؟.
باسم الحب بدأت وباسمه وبصولجانه أنهي حباً لطلبتنا واحتراماً لعقولهم وحنيناً لإبداعهم، فأنتم الأمل الواعد، والمستقبل المشرق لنا وليمننا الغالي، بيارق الوطن وعز مجده، أنتم ما نغرس وما سنحصد ثمراً على شجر اشتد واستوى على سوقه...
أنتم الأغلى والأقرب والأجمل، اجرؤا بأقلامكم... فكوا قيود الحجر واذهبوا طيوراً حرة لا ترضى سوى قمم الجبال لها موئلاً...دمتم وحفظتم.
sraeed@gmail.com