هي الحياة.. على كف عفريت.. يقلبها بين ذراعيه متى يشاء وكيفما يشاء.. اليوم فقط إما سيرمي بها تاركاً لها الحرية في التدحرج إلى المجهول أو سيضغط عليها ليحولها إلى عصارة..
*** *** ***
ابنك بسن المراهقة يا حاج يحمل سلاح ! خير بينك وبين أحد ثأر لا سمح الله !
= بالطبع لا لا بس ابني رجال ومن حقه يحمل السلاح زينة وعشان افتخر فيه!
*** *** *** *** ***
طيب حاج لماذا تقف بموقف سلبي تجاه هذه الثقافة الدخيلة على مجتمعنا المسالم، تعرف جيداً خطورة حمل السلاح، أليس كذلك؟!
= ابني رجاااال!
ما أختلفنا رجال وسيد الرجال لكن سأعيد سؤالي: هل تعي خطورة حمل السلاح بشكل عام ؟ وبشكل خاص مغبة حمله بظل ثقافة عنف محيطة بنا وعدم الإدراك الفعلي لهذا الخطر من قبل هذا الحامل لإداة الموت ؟
ابني رجال!
*** *** *** *** ***
الحبوب المخدرة والمنشطة انتشرت بطريقة مخيفة لجر الشباب إلى تدمير أنفسهم ومجتمعاتهم يا حاج ويلزمك مراقبة سلوكيات ولدك في هذا المرحلة الحرجة من عمره ومعالجة الإشكالات في بدايتها وإغلاق أي درب يؤدي إلى الانحراف والانزلاق به إلى هاوية سحيقة لا نجاة بعدها!.
*** *** *** *** ***
= ابني رجال
لا بارك الله بمؤساستنا التعليمية والثقافية في حال تغيب دورها المجتمعي في التوعية كجزئية بسيطة وتنبيه المجتمع بمزالق عواقبها الكارثية على البلد برمته !.
= مش محتاج ابني رجال
في المجتمعات الغربية قننوا إنتاج الأطفال، فاكتفوا بطفل أو اثنين يحاطون برعاية اجتماعية خاصة - بمؤازرة مؤسسات أنشئت لهذه الرعاية وبشكل خاص لمن هم في سن المراهقة- وحضور دور الأب في متابعة ولده وتقويمه ومساعدته على تجاوز هذا السن والعبور إلى الشخصية السوية ونحن مهوسون بالمنشطات الجنسية لإنتاج أكبر قدر من الأولاد عملاً بقول رسول الله "صلى الله عليه وسلم" : " تناسلوا وتكاثروا فإني مباهٍ بكم الأمم يوم القيامة ".
= الأجانب يهود وبلا دين أما أنا ابني رجال !.
*** *** *** *** ***
ابنك قد تلتقفه أي جماعة تخريبية أو متطرفة وتشوه فطرته وتحوله لقنبلة موقوتة في وجه المجتمع وقد تنفجر في وجهك أنت أولاً !.
أنا أعرف من معي ابني رجال !.
عندما يأتي إليك الخبر بأن ابنك أصبح عضواً في أي تنظيم تخريبي، أو تجده بعد زمن وقد أصبح مدمن أي نوع من المسكرات " خمور، حبوب، حشيش أو ما شابه، أو تتفأجا بأن لديه طفلاً في رحم فتاة وأنت مدعو لحضور زفافهما ستراً للفضيحة، وتس...
= بس بس بس إتعوذ من الشيطان ابني رجال يمشي مع الطراطير وما يتأثر بهم، أنا داري أيش معي!.
*** *** ***
قد تتفاجأ يوماً ما بعودة ولدك الرجال وقد معه لحية تجر قاطرة، موجهاً تحذيراته لك أولاً من ارتداء البنطلون وبقاء التلفاز- كأداة الشيطان- في البيت، وقالباً نظام الأسرة رأساً على عقب ويتحول كل شيء مرئي أو مسموع أو محسوس إلى حرام وصولآ إلى إمكانية التهكم عليك.
يا حاج هل حدث أن "ودفت" بارتكاب خطيئة وزرت مدرسته وسألت عنه مدرسيه؟ أو فتحت دفاتره، أو سألته عما يتمنى وعن أي مشاكل أو عراقيل يواجهها؟
وبعد هذا وذاك -مما لا يتسع المجال لذكره هنا - هل سوف تستمر في النظر إلى ولدك بأنه رجاااال فقط ولا يحتاج إليك وإلى المجتمع للأخذ بيديه إلى بر الأمان.؟؟.
ابنك أمانة يا سيدي ! ولا شيء يمكن أن يعمل على صلاحه إن لم يبتدئ منك..
أحمد حمود الأثوري
ابني رجاااااال 3168