(لمن تمشطين شعرك الجميل يايمن ضفيرة صنعاء ضفيرة عدن) من قصيدة للشاعر (أيمن أبو الشعر) عدن عنوان حياة، وله وعشق، روعة مغنى، رقة بحر وسماء،لونان متعافيان زرقة،جغرافيا متداخلة من الحسن،سهل وجبل وبحر وبينهما وفيهما نحن.عدن موطن لنشيد الوطن،وتاريخ نضال وهزيمة استبداد. منها انطلق الفرح وسار ليه البشر، كأنها مدينة التقوى تماما، تآلف لا يحد وقلب يأمه الفرح،دوما كانت القصيدة والحرف الجميل.نأتي إليها فنذوب حبا،ونسأل: لما هي أنيقة من بين كل مدن الله؟ولما تأخذنا أشواقا حين نصلها؟ولا نعرف جوابا سوى أنها عدن.كأنها ترجمة أمينة لمعنى النبل والوفاء.وكأنها السرر المرفوعة والأكواب الموضوعة.جنة الله على الأرض، ما نراه فينا من حب لا يدانيه شيء، وما نمر عليه من تحية وسلام، وما هو إنساني.عدن محراب الصوفي، وصومعة المتبتل،تغرينا بقامتها وهيأتها،وطلعة ضحكتها،فلم تكن تشيح بوجهها لأحد، وكانت الكريمة تحتوي الفن والحضارة،وترفض القهر والفساد والظلم، تدخل موطن الحلم فتحيله مملكة عشق،وترتاد الأمنية فتصيغها نحن كمانهوى.عدن روح الأمة،نبضها الذي يتعالى، مدينة الماءالفرات، ومايجعل المرء يتطهر من الحقد والبغضاء والكراهية،لأنها ترفض وتمقت ذلك بشده،ولأنها عدن الجمال، السحر، الريادة،الفن في أرقى مراتبه..الله يا ألله ياألله كم تأسرناهذه عدن وهي مغناج ترفل عزا وودا معا،وتسرق البابنا حين بحرها يموج في قلوبنا ويخلق فين السلام والطمأنينة والهوى كله.عدن فيض الله على الصوفي،رقي لا يدانيه شيء،جنة عدن وما شاء لنا من الغرام.تغرينا بكيانها الأرضي والبشري، ولا تسير إلا في طريق الحرير.هكذا هي على الدوام. ساجية الطرف،كحيلة المعنى أسمها نغم يتهادى إلى القلب ويبعث فينا روح التدرج إلى مقام العشق الذي يدغدغ الروح ويطلق فيها معاني الجلال والجمال.عدن ميلاد وطن، وتاريخ يعبق بكل ما هو طيب ونفح ورد وفل وشذى أنفس كريمة ولايمكنها غير ذلك.تجود بسخاء علينا جمالا ونتحسس قلوبنا فيها وندرك أنها استثنائية تماما إنها العود والزعفران والبخور وكل ما يخطر على الذاكرة الحالمة.عدن درة المدن، ونجمتنا التي تبزغ فينا ولا تأفل،،أنت من يقدم الحياة كما يشتهي الطيبون،وأنت من لا يقبل معنى العنف وثقافة الكراهية وحسد الحساد، وكل الذين لم يدركوا معنى الوطن معافى، والحرية نبذ القهر والتطرف والإقصاء، وفتح مجالات من الحسن والتعارف البشري والانطلاق صوب البحر للتجديف إلى هناك حيث الخير العميم ورحلة العشاق وما (قال الفتى لفتاته حبا).عدن أسلوب حياه، تفرع معني الجمال من الجمال،حوار سخي بين الطيب والطيب،زنبقة الفرح والطلع النضيد، هذه المدينة قهرتنا حبا والله، ومنحتنا معنى التطلع إلى البحر أملا، وإلى القادم دهشة،وإلينا عنوان سفر جميل إلى الذي لم يصل ولكنه قادم.هذه عدن ريادة وقوة انتماء وأسارير هوى وما يحلم به الحلم.. لذلك تبقى السلام الاستقرار، الهدوء والدعة الجميلة،ولا نريدها غير ذلك وهي لا تقبل إلا العاشق الجميل، والقادم المحب، والإنساني فعلا.ولا تكون غير هذا، لأنها تاريخ من الحب ومن الحياة الخالصة المعنى نقاء، وتلفظ كل قهري ومبتذل من لغة سمجة،تريد إلحاقها بالعنف وما شبهه.وهي من هي العز والمجد وأرض الله الطيبة.هكذا هي عدن أغنية على الشفاة، حلم عاشقين يتراشقان الهمس والقبلات، مسافة غزل لطيف،مستوى من الرقة لا يقدر عليها أحد سواها.وهي أيضا الدعة التي تجيء إليك راضية وتقدم نفسها حبا وتغار من أن أحدا يأخذك خارج مدارها.عدن حكمة اليمن،ورائعة الكون،واستثنائية فعلا. الله كم تأسرنا وننعم بهذا الأسر !،وكم تخالطنا وتمنحنا بكرم ما يستحقه النبض في جوانحنا!.مدرار حبها يغري ويفتح نافذة للقدوم إليها بشيء من المسرة.عدن مسرة. وماذا ستكون عليه الحياة والعالم لو لم تكن فيه عدن هذه الطالعة من قلبونا وعقولنا الناهبة لنا حبا؟!.المؤمنة بالتعايش والتطلع والاحترام والرافضة كل معاني اللإقصاء والتنكر للآخر والمتشح بالسواد.عدن يا قصيدتنا التي تجيء وما تزال قصيدة على الدوام، ومعلقة التاريخ، وميناء الفرح وما نقدر عليه نمنمة وزخرفة وقبل.عدن يا من تتجلى فيك معاني الوطن المعافى.كم أنت تقية نقية ورعة لا تقبلين بأولئك الذين يريدونك أزقة وحارات ومربعات صغيرة،وأنت المتفتحة على الكوني،والمفتوحة على البحار والمحيطات ومرسى السفن ومنطلق الأسفار، فيك آيات الله تنزلت، ومنا وعبرك رأينا وطننا يستحق الحياة..عدن أنت الوشم على الزند، وكحل العين، ورنة الخلخال، وما يقدر عليه المحب لحبيبه،نعترف أنك رائعة الله،ودرة الشرق، وأنك سيدة المعنى (وأنا منك نغار)،،عدن يا قمرا ضؤه في قلوبنا، ونوره يبعث ما هو سار ومبهج وغدق المعنى....وإذا لك كل هذا الحنين الجميل،ولنا تباريح الهوى،وقلب صب، وأنس فرح.عدن أيتها السارة لقلوبنا وعقولنا.لكم نشعر أنا من ذوق مرهف بمجرد رؤياك تعانقيننا وترسمين للإنسان ما يقدر على التبسم ويكون معافى من شر حاسد إذا حسد،حين تكونين له تميمة وما يقيه من كالح يريده من يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا لكأن عدن فسيفساء جميلة، وعاشقين يغريهما الموج ويسيران فيه يموجان معه يتناغمان أشواقا مرتلة.يتناجيان بما تشتهي النفس.وإذا وهي هكذا مدينة الله كيف لها أن تقبل الوافد من العنف؟كيف لها أن تكون تحت سطوة المرض الإقصائي وقهر الآخر؟كيف لها وهي العز أن ترضى بالذل أو تقبل بالمساومة عليها وإدخالها في أتون فتن وجمهرة حقد؟.وعدن عصية على الشيطان الرجيم، لكأنها كالريح المرسلة للمحبين.عدن الدهشة كلها،فيماهم لا يفقهون قولا ويعمدون إلى جعلها مغلقة على الحياة ولم تكن كذلك مطلقا، ولا تقبل ولا تقدر على ذلك لأنها فضاء مفتوح بحر وبر وسهل، جغرافيا من إيقاعات اللون والمطر والإنسان.ولا يعرف عدن غير العاشق الصب لأنها تسكب روحها فيه،وتفر من حاقد عاصي يريد التداخل مع المزري ويقبل الظلامي.وعدن في فم الزمان وفينا وفي الحياة ترنيمة جمال وسيمفونية لا توصف أنغامها وتداعياته ومالها من تفرعات في الوجدان.عدن دورتنا الدموية،هواؤنا،نبضنا يتعالى، ليالينا فرحا يغمر كينونتنا..فما بال أولئك لا يفقهون قولاً.
محمد اللوزي
عدن عنوان حياة 2108