كرامة الإنسان هي قيمة الإنسان، كونه إنساناً بغض النظر عن أصله وجنسه وعمره وحالته، فالإنسان اليمني معروف عبر التاريخ، فلا يوجد هنا حاجة إلى التعريف بقيمة الإنسان اليمني، فحضارتنا وتاريخنا خير شاهد على عظمة هذا الإنسان اليمني.
لقد عُرفنا عبر التاريخ بأننا أهل مدد، بالمال والعتاد والرجال، لكن ما يحزن القلب، ويدمع العين، ما يجري في أيامنا هذه من محاولة المساس بكرامة المواطن اليمني من قبل بعض الأشقاء من دول الجوار، أنه لأمر محزن ومخزي.
فهنا أقف أمام الدولة الشقيقة، الدولة التي يفخر رئيسها بانتماء نسبه إلى اليمن، الدولة التي كانت لها بصمات على ارض الوطن الغالي ، نعم إنها دولة الإمارات العربية ، والتي تربطنا بهم علاقة إخوة قبل كل شيء، أقف عند هذه الدولة حائراً ، لا أعلم ماذا أقول أو أتحدث أو ماذا يخطر في بالي أو ماذا يكتب قلمي ، فكلاهما يعجز عن الحديث وعن الكتابة ، لكن كرامتي وكرامة كل يمني غيور على هذا الوطن ، هي التي أجبرتني على الكتابة وقول كلمتي هنا .
فقبل فترة ليست بالبعيدة منعت دولة الإمارات العربية دخول اليمنيين إلى أراضيها إلا بتأشيرات سفر صعبة ومعقدة عكس بقية الدول الأخرى ، ولا نعلم سبباً لذلك المنع المفاجئ ، فلربما يكون السبب بعض المخالفين ، نعم أقولها بعض وليس كل ، كما منعت دولة الإمارات اليمنيين بعقاب جماعي شبه كلي ، من دخول أراضيها .
كما أن المسافر إلى أي دولة أجنبية والذي شاءت الأقدار بأن تكون إحدى مدن دولة الإمارات محطة انتظار ( ترانزيت ) له، حيث قد يستغرق وقت الانتظار ما يزيد عن العشر الساعات أو ربما يوم بكامله، ومع ذلك يمنع المواطن اليمني، أو إن صح التعبير حامل الجواز اليمني مغادرة المطار حتى موعد الإقلاع.. هل وصلت الدرجة إلى هذا الحد بأن تمتهن كرامة المواطن اليمني؟!.
في الأيام القريبة الماضية تداولت بعض القنوات الفضائية وتناولات بعض الصحف المحلية والعربية موضوع المساعدة المالية المقدمة من رئيس دولة الإمارات الشيخ/ خليفة بن زايد آل نهيان للحكومة اليمنية، فسألت نفسي: ما فائدة هذا المال وكرامتنا تمتهن؟ هل تساوي هذه الدراهم التي يقدمونها لحكومتنا مساس كرامة المواطن اليمني؟.
ليس الحال هنا يقف على دولة الإمارات فقط، بل إن هناك دولاً أخرى لا تسمح لليمنيين دخول لأراضيها حتى لو في فترة الانتظار، بينما يسمح لبقية الجنسيات الأخرى .
أسئلة عدة أطرحها على فخامة الرئيس وحكومتنا، وكل مسؤول يهمه أمر هذا الوطن، يهمه كرامة هذا المواطن اليمني، من السبب في كل ما يجري للمواطن اليمني خارج وطنه من تقليل من شأنه؟ وهل فعلاً اليمن تستحق أن تصنف من الدول النائية والفقيرة؟ هل فعلاً نحن بحاجة إلى مؤتمر المانحين ليتكرموا علينا بما يجودون؟.
أسئلة كثيرة لا أعلم لها إجابة، ولكني أعلم علم اليقين أننا نملك مقومات وثروات كثيرة، ربما لا تملكها أغلب الدول الغنية والمتقدمة، فاليمن يمتلك ثروة سمكية وزراعية، يمتلك مدناً سياحية تضاهي بطبيعتها الخلابة والجميلة مدناً عالمية، تمتلك اليمن مخزوناً نفطياً ومعادن نادرة، ناهيك عن ميناء عدن الذي لو اسُتغل خير استغلال لحد من البطالة المتفشية في هذا الوطن الغالي.
أيها المسؤولون القائمون على هذا الوطن لسنا بحاجة إلى مؤتمر المانحين، بقدر ما نحن بحاجة إلى محاربة الفاسدين العابثين بممتلكات وثروات هذا الوطن.. أيها المسؤولون المحبون لهذا الوطن، ألا يستحق منا هذا الوطن وهذا المواطن أن نضحي من أجله، نضحي من أجل إعادة الكرامة اليمنية، من أجل إعادة بناء الإنسان اليمني؟.
رائد محمد سيف
كرامتنا لا دراهمكم!! 2631