سيادة الرئيس المشير/ عبدربه منصور هادي:
قامت الثورة وكانت معظم مكوناتها فتية من طلاب المدارس والجامعات.. حلموا بمستقبل أفضل يستوعب تطلعاتهم وآمالهم وقدموا تضحيات لذلك .. غالبيتهم تنطلق امتحاناتهم هذا الأسبوع وسط أجواء لا تساعد حتى على الكسل..
انطلق أمس طلاب الصف التاسع إلى مراكز الامتحانات وهي التجربة الأولى لهم في نظام الامتحانات الوزارية والخطوة التمهيدية للمرحلة الثانوية الفاصلة في حياة الطالب قبل انتقاله إلى الجامعة.. وتنطلق اليوم امتحانات الثانوية العامة - وما أدراك ما الثانوية العامة- وبعض كليات جامعة صنعاء.
القلق عامر في كل منزل، الطلاب أنفسهم في حالة استنفار بما فيهم الأذكياء والمستعدون، أو أولئك السواد الأعظم الذين اتخذوا من البراشيم طريق نجاح، بس الجدعان كثروا يا فخامتك ومن شاف نفسه "طافش" ويشتي ينكد على "عباد الله" رمى بخبطة وروّح يرقد, يعني باختصار بيننا وبين أن نعيش في الظلام الدامس وبين أن تنكد حياتنا وتعطل أعمالنا "خبطة بيد واحد من الجدعان" أو رغبة شيطانية مختبئة في حنايا مخرب وكاره للوطن.
طيب يا سيادة الرئيس أنت وحكومة الوفاق معليش استحملونا هذا الشهر بسسسس وسووا هدنة مع المخربين حق الكهرباء ولو يشتوا محدعش "أسلحة وسيارات وأيش ما اشتوا" أعطوهم بس يخلوا طلاب الجمهورية يستضوا يراجعوا لهم "كلمة.. كلمة" بنور الله وبرود المكيفات والمراوح.
قد نفسيات طلابنا ونفسيات أهليهم تصعب على الكافر.. كمان تتعقد أكثر هذا حرام والله، هذا الوضع ما يرضي حتى الشيطان، شهر بس وبعدين نروح بستين ألف داهية.. بس يخلصوا الامتحانات "بنكرد" الطلاب يشتغلوا ويدبروا حق بترول ومولدات أما امتحانات بلا كهرباء "ما تركبش" ولا تدخل الدماغ.
طالب سهران ما يقدر يرقد من الحمى وصوت المولدات، وطالب يختبر الحمى طلع له الضغط وما قدر يجاوب، وإذا توفق يكتب سطر أو حتى في أحسن الحالات لو وفقه الله وجاء الامتحان من "البراشيم" لن يستطع كتابة كلمة والدفتر مبلل بالعرق.
سيادة الرئيس.. الله يهديك كن "هادئ ومبورد ومتأني" بكل شيء بس بهذه الزنقة اوقف معنا ولا تهدأ أبداً وأبناؤك بهذا الحال "وعصّب وافقد أعصابك وثُر على مخربي الكهرباء وخارج رعيتك من هذه الساعة" .
اترك القاعدة وأنصار الشيطان هذا اليوم ونور قلوبنا وبرد على أجسادنا بالكهرباء الله ينور قلبك.. وإذا حدث ما لا نتوقعه منك ولم تحس بمعاناتنا، فنرجو أن تأخذ حكومة الوفاق وتخرجوا من أماكنكم المرفهة والمكيفة والتي لا تعرف الظلام وتذهبوا لقضاء إجازة يومين بمنازل للإيجار، لتعيشوا وضعنا وتحسوا "بنعيم" جهنم الذي نحن فيه.. يوم أو يومين فقط، وإذا ما خرجتم بأسلحتكم لمواجهة قوى الظلام وقلبتم الأرض رأساً على عقب لملاحقة المخربين وإصلاح الخلل – كاتب هذا المقال- يعلن أمام الملا بأنه مستعد يصلب بعرض عمود كهرباء أو يتحول لخبطة يرمي بها واحد من الجدعان على خطوط النقل!.
سيادة الرئيس: هذا أول جيل يقدم على امتحانات في عهدك، فلا تخذله حتى لو رحت تستلف لنا كهرباء من أميركا أو إسرائيل ولا يقولوا الرئيس حقنا الذي نفتخر فيه وانتخبناه ورؤوسنا بالعالي جلس ساكت يتفرج علينا ونحن في لهيب الحمى والظلام وضوضاء المولدات..
نؤمن جميعاً أن هذا لا يرضيك أبداً.. وفقك الله لخدمة الوطن ولإنقاذ شعب اليمن..
وأنت يا معالي وزير الكهرباء/ سميع: أتمنى أن تكون سميعاً وتسمع أنين الناس بكل منزل.. ماذا يا معالي الوزير لو صادف أحد طلابنا سؤال عن الكهرباء وكيفية توليدها أو ما شابه ؟ بماذا تريدهم أن يجيبوا؟ هل تود أن يتحدثوا عن كهرباء في علم الله ولم يجدوا لها أثراً وأصبحت في خبر كان؟.. فقط تأتي كومضات لتهلك الأجهزة الكهربائية، أعتقد أنك وأنت وزير سوف تخجل أن تكتب إجابة لا توجد سوى في الخيال.
وأنتم أيها الجدعان كونوا جدعان بمفهوم إخوتنا المصريين هذا الشهر، نحنا عند الله وعندكم، وقد ستر الله أن إحنا يمنيين مش مصريين، وإلا كنا ظللنا ليل نهار نلعن من أطلق عليكم تسمية جدعان.. ارحمونا بقى..
أحمد حمود الأثوري
عمود حقول ملغمة لا تكن "هادئ" يا فخامة الرئيس 1918