مصر..بين (ميرسي) و(إخسَ عليكو) !
تعتبر مصر أهم الدول العربية منذ القِدم ، وهي دائماً ما تمثل (الترمومتر) الذي يقاس به مدى عافية الأمة من هزلها ومرضها ، لذا فلا غرابة أن يتابع العرب جميعاً أخبار مصر باهتمام بالغ.
عندما قامت الثورة المصرية استبشر الجميع خيراً ، ولكن لأن نسبة الجهل لا زالت كبيرة ، ولأن روح (الحرية) كانت لا تزال ضعيفة عند الشعب المصري لا سيما بعد احتكار الحكم العسكري لمنصب الرئاسة ، فإن الانتخابات المصرية أثبتت أن الشعوب هي من تصنع الطواغيت ، وأن بعض البشر قد أدمنت العبودية والعيش في الأقفاص ، وإن كانت أقفاصاً غير مرئية!.
التقارب الكبير في نسبة الأصوات بين مرشح الثورة (مرسي) ومرشح الفلول (شفيق) يمثل مؤشراً واضحاً يدل دلالة قاطعة على أن الشعوب لا تزال بحاجة كبيرة إلى العمل الشاق لكي تعش بكرامة واعتزاز ، لذا فنحن نقول وبعد فوز الثورة ومرشحها ... وباللهجة المصرية : (ميرسي) وألف شكر لكل من دعم الثورة ومرشحها (مرسي) ، و(إخسَ عليكو) يا اللي صوتوا لشفيق ، هوًَّ انتوا ما عرفتوش أن شفيق هو ذراع مبارك اليمين... ع العموم عدت على خير ، وخيرها في غيرها ، وتصبح يا (شفيق) على ليلة منيلة ، دِه أم الدنيا يا شفيق ..وده شعب مصر.. مش هزار يعني!.
قطن.. الرجل الذي كشف (أشباه الرجال)!:
تتوالى الصعوبات والمخاطر التي تواجه هذا الوطن المحاط بستار من الخبث الذي يكتنف قلوب أعداءه ، وما جريمة اغتيال اللواء سالم قطن إلا إحدى حلقات هذا الستار البغيض! .
لقد اغتالوه لأنهم رأوا من إنجازاته (العملاقة) في غضون أشهر قليلة ما يزيح الستار عن (تقزمهم) ، ولأنهم رأوا منه (الرجولة) في أبهى معانيها ، ما أظهر للعيان أنهم ليسوا سوى (أشباه رجال) ، ولأنهم عرفوا الخطر المحدق بهم من خلال الانتصارات التي حققها الرجل في معركة الإرهاب ، ذلك الإرهاب الذي أصبح مكشوفاً أمام الجميع ، وبات أصله وفصله معروفاً للناس أجمع .
وبعد أن عرفنا ارتباطات القاعدة بالرئيس السابق، فإن الحكومة الصومالية تطالب (مهدي مقولة) بعدم الزج بمواطنيها في حربه مع قيادات الجيش الوطني ، وإن كان الخبر تخيلياً إلا أنني أشعر أنه الواقع وإن خفي علينا!.
لا عزاء للوطن إلا باستئصال الإرهاب من جذوره ، حينئذ ستعم بلادنا الأفراح ، وسننعم بالأمن والأمان ... وإنا لله وإنا اليه راجعون
سترافقكم لعناتنا مع ذهابكم:
مع الأنباء المفرحة التي تتحدث عن تحقيق الجيش تقدماً كبيراً في أبين والمحافظات المجاورة لها، نقول لمن يسمون أنفسهم اعتباطاً (أنصار الشريعة): قريباً سنودعكم إلى حيث يجب أن تكونوا ، سنركلكم على قفاكم ، وعلى مؤخراتكم ، فلكم تأخرنا عن ركب العالم الحديث بسبب بلاهتكم وفهمكم المغلوط للشريعة الإسلامية الحقة ، لا أدري أي شريعة تلك التي تبيح لكم قتل النفس المحرمة ، أي شرعية تلك التي تجعلكم تتبعون أهواءكم وتصدون عن أبرز الخطوط الرئيسية للشريعة الإسلامية التي تجعل من حفظ النفس إحدى الكليات الخمس للدين الإسلامي الحنيف .
لن نبكي حزناً عليكم ، فلقد عرفناكم على حقيقتكم ، ولقد خسرتم حتى (ذرات) التعاطف التي كان البعض يخفيها في قلبه ، ولم يعد التغطي بأغطية (الدين) والتدثر بأردية (الشريعة) ينطلي علينا ، أصبحنا ننظر إلى (الجوهر) بعيداً عن (المظهر).. يا أنصار الشريعة : ارحلوا غير مأسوف عليكم ، وليرحل كل من ساعدكم أو ساندكم بأي شكل من الأشكال ، سترحلون وسترافقكم لعناتنا ، فما عانيناه بفضلكم ليس قليلاً ..يا أنصار الشر ، الشر وحده ، أما الشريعة فهي تتبرأ منكم مع كل قطرة دم تسببتم في إراقتها !!.
سوريا...و(عزرائيل) المقيم هناك:
ما زال لحلقات مسلسل الألم في سوريا بقية ... العرب ينامون على بطونهم ، والغرب يخاف على طفلتهم المدللة (إسرائيل) ... شبح الموت يحتكر البقاء في سوريا ، و(عزرائيل) يداوم هناك 24 ساعة!.
عفواً سوريا.. فلدى العرب اهتمامات أخرى، برامج الفن والطرب والمواهب والأزياء والرياضة.. وتحضير أكبر وجبة (كبسة) في العالم!.
العرب لا يهتمون بما يحدث هناك ، فما يحدث لا يعنيهم ، ما داموا في عيش رغيد ، الأطفال الذين يقتلون ، النساء اللواتي يغتصبن ، المدن التي تقصف وتهدم ، الدم الذي يسيل وتفوح رائحته في كل الأرجاء لا يهم ، لا أحد يلتفت إلى جرائم بشار (المستأسد) ، ولا إلى إجرامية (شبيحته) الأنذال ، ولا إلى الصمت الذي يرعبنا من جميع الأطراف!، لكن مهما طال ليل الظلم، سيشرق الصبح من جديد ، وسيُهد جدار ملك بشار كما هُدَّت جدران من قبله ، من فرعون إلى هامان ، وصولاً إلى القذافي وبن علي وعلي ومبارك ... وإن غداً لناظره لقريب!.
طارق فؤاد البنا
من هنا وهناك ! 2226