يقول الحبيب المصطفى عليه أفضل الصلاة والتسليم.. فيما يرويه عن ربه " أنا عند حسن ظن عبدى بي فليظن بي عبدي ما يشاء " ويقول أيضاً ”تفاءلوا بالخير تجدوه " صدق رسول الله. إننا اليوم في عهد جديد وزمن جديد.. إن الليل الحاك قد انتهى, نحن الآن في تباشير الصباح الأولى.فعلينا أن نبتسم ابتسامة الأمل المشرق الذي يبشر بفجر كله خير وعطاء, لن يخيب الله رجائنا لأنه عفو كريم لا يخيب رجاء عبده ما دام قد التجأ إليه.. أيها المتشائمون المثبطون للهمم والعزائم تنحوا جانبا واتركونا نستمتع بنسمات فجرنا الجميل و لحظاته الرائعة.. لا تعكروا مزاجنا بخرافاتكم وأباطيلكم التي ورثتموها عن أسلافكم واعتقدتم أنها حقائق ومسلمات و أثبتت الأيام أنها لم تكن إلا وهم.. أيها المتباكون على أصنامهم الزائلة ومصالهم الفانية لقد انتهى زمن العسل وجاء وقت الحساب لقد صح النائمون وكبر الصغار وعرف المقهورون والمظلمون والجوعى كيف يستعيدون حقوقهم المنهوبة..فلن تستغفلونهم بعد اليوم.. لا داعى للعويل والنياح والبكاء على الأطلال فرحلوا عن فجرنا الجديد ولا تلوثوه بروائحكم النتنه. وقذارتكم التي علقت على أجسادكم وانتم تمارسون الفحش وتقتلون الفضيلة وتعقرون كل جميل..
أيها البسطاء الحالمون بغد مشرق ومستقبل مزدهر ها هو فجركم قد جاء يملأ الكون سلاماً ومحبة فعضوا عليه بالنواجد, لقد أُسقطت أسطورة الغول التي ظلت لعقود من الزمن تزعم أنها لا تقهر، واُعيد التاريخ إلى مساره الصحيح و صار الآن في أيدكم,فكونوا من يسطر صفحاته ويسجل أحداثه, إياكم ثم إياكم أن يخدعكم الخبثاء والحاقدون وذوو النفوس المريضة بكلامهم المعسول وأساليبهم الملتوية التي يريدون من خلالها تفريق صفكم وتمزيق وحدتكم التي هي سر قوتكم, كونوا لهم بالمرصاد واثبتوا لهم انه لم يعد هناك عبيد بعد اليوم فالله قد أكرمكم بالحرية فلا تساوموا أو تتنازلوا عنها بعد اليوم مهما دفعتم من ثمن سوف تنتصرون لان الله معكم يبارك خطواتكم، فان النصر مع الصبر والأيام دول " ولينصرن الله من ينصره إن الله قوي عزيز ".
إلى شعب مصر العظيم...
يا شعب الكنانة يا خير أجناد الأرض لقد انعم الله عليكم برئيس جديد جاء بإرادتكم يشهد له الناس انه رجل صالح يحفظ كتاب الله, فإياكم ثم إياكم أن يغرنكم ذلك فتركنوا لصلاحه وحسن كلامه فتتركوه وشانه، عليكم أن تحاسبوه وتراقبوه فان أحسن فقولوا له أحسنت وأن أساء قولوا له أسأت وان خرج على جادة الصواب فكونوا له بالمرصاد، فان طغى وبغى وتسللت إلى نفسه نوازع السلطة وشهوة الاستبداد فعزلوه فإنما هو أجير عندكم، لقد استبد بكم من كان قبله ونهب ثرواتكم واكل حقوقكم وعاث في الأرض الفساد بسبب غفلتكم وتفرق كلمتكم فالآن انتم أصحاب الكلمة الأولى والقول الفصل فلا تفرطوا في ذلك فان المؤمن لا يلذغ من جحر مرتين.
تيسير السامعى
انتهى الليل..واقبل فجرنا الجميل.. 1848