كثر الحديث هذه الأيام عن القامة الوطنية الشهيد/ سالم قطن في القنوات والصحف ومواقع الانترنت وحتى على مستوى المجالس والشوارع, فالشهيد الغائب عن عيوننا والحاضر في قلوبنا وأفئدتنا والمنحوت اسمه في تاريخ وطن يبحث عن وطنية أبنائه المفقودة من مدى بعيد, يعد قائداً شجاعاً ونادراً في ذات الوقت , فعلى الرغم من قِصر فترة توليه مسئولية قيادة المنطقة الجنوبية صارت تتوالى الانتصارات في كل المدن ولهذا السبب أخذت خفافيش الظلام على عاتقها التخلص من القامة الوطنية قطن وبالتعاون مع أعداء الوطن الذين يهيمون بالحرب والخراب والاقتتال وينبذون الحوار والتسامح والتآخي الذي دعا إليه ديننا الحنيف وأعلى من شأنه.
إن التضحية ليست كلمات ترددها الشفاه أو شعارات تحملها اللافتات وهي ليست حروفاً تسطرها الكلمات, بل التضحية تعني الفداء والذوبان من أجل الوطن والممارسة الحقيقية لمعاني الفداء والتضحية وهذا ما جسده الشهيد قطن في أقواله وأفعاله خلال حياته العامرة بالعطاء وخدمة الوطن الأرض والإنسان, فالشهيد (قطن) صنع تاريخاً عظيما ًحافلاً بالانتصارات التي لا يوجد لها مثيل في تاريخ حروب اليمن ضد التطرف والخراب والإرهاب, ولكون القائد الشجاع سالم قطن شرب الوطنية واحتسى الشجاعة وأتقن فنون ومهارات الانتصار لم يبخل على وطنه بريه من دمه الطاهر النقي بكل إخلاص ,ولم يرضوا عنه أباطرة الخراب والدمار والحروب, فرسموا الكيد والاغتيال له.
ومن هذا المنطلق الجلي يتضح لكل ذي لب أن القائد (قطن) كان قائداًً شجاعاً ذكياً فطناً, استطاع في فترة وجيزة أن يدحر أنصار الشر والخراب ويلحق بهم خسائر فادحة؛ بقيادته الناجحة وبشجاعة وتضحية وتفاني الجنود الميامين المنضويين تحت قيادته..
ومن هنا يجب أن يعلم كل قائد وكل جندي أن القائد قطن أصبح رمزاً للتفاني والفداء من أجل الوطن ,ولذلك فعليهم أن يحذوا حذوه وأن يكون القائد الشهيد قطن مثلاً أعلى ينهجون نهجه ويمضون في طريقه التي قدم من أجلها روحه ودمه..إن الحادث الذي استشهد فيه القائد الشجاع قطن يعبر عن مدى جبن أنصار الشر وحقدهم الدفين وهروبهم من المواجهة وجهاً لوجه وليعلم كل من في قلبه ذرة حقد أو كره للوطن وقادته الشرفاء الذين قضوا نحبهم والذين ينتظرون الشهادة من أجل الوطن المعطاء ,أن سير أولئك القادة الشرفاء العطرة لن تبرح قلوبنا وخيالنا وستبقى سيرهم خالدة في ذاكرة الشعب والوطن تتدارسها الأجيال المتعاقبة وسيخلدون في صفحات التاريخ العظيم الذين كتبوه بدمائهم وغلفوه بأرواحهم ,وأن العظماء باقون خالدون ولا يعني رحيلهم نسيانهم..
نسأل الله أن يرحم الشهيد قطن ويسكنه فسيح جناته ويلهم الشعب اليمني الصبر والسلوان .

ومضة :
عندما يرتقي الشهيد ..
ويسير في زفاف ملكي إلى الفوز الأكيد ..
وتختلط الدموع بالزغاريد ..
عندها ..
لا يبقى لدينا شيئ لنفعله أو نقوله ..
لأنه قد لخّص كل قصتنا ..
بابتسامته..
S_ayyash66@yahoo.com