لا قيمة للشعوب إذا فقدت حرية التعبير عن رأيها والمشاركة في اتخاذ القرار السياسي المرتبط بمستقبلها، فتمسك الفرد بحريته هي أساس الحفاظ على حرية المجتمع السليم؛ حيث أن الحياة بحرية وكرامة أفضل بكثير من الحياة بعبودية وترف، يقول الشاعر عنترة بن عمرو بن شداد هنا:
لا تسقني ماء الحياة بذلة × بل اسقني بالعز ماء الحنظل
إذا كانت الحرية السالبة هي حرية إبداء الرأي، فإن الحرية الموجبة تكون السماح للشعب بممارسة هذه الحرية دون أن يتعرض للقمع والاعتقال .
يقول الفيلسوف الألماني إيمانلو - وهو أحد أهم فلاسفة التنوير في العصر الأوروبي-: كل ما هو مطلوب لهذا التنوير هو الحرية، ولا أحد يستطيع إلزامي بطريقته كما هو يريد، كما يؤمن هو ويعتقد أن هذا هو الأفضل لي وللآخرين لأصبح فرحاً وسعيداً.. كل منا يستطيع البحث عن سعادته وفرحه بطريقته التي يريد وكما يبدو له هو نفسه الطريق السليم، شرط أن لا ينسى حرية الآخرين وحقهم في الشيء ذاته .
يؤكد المفكرون أن الحرية مرتبطة بالفطرة، فالإنسان يولد حراً وبطبعه يرفض الخضوع والإملاءات والقمع والاضطهاد والشعوب بتجربتها لا تفقد الأمل بالتغيير.
الكاتبة العربية د. عبير عبدالرحمن ثابت في إحدى كتاباتها تضيف: "ما حدث ويحدث في الدول العربية التي عاشت لسنوات تحت حكم بوليسي قمعي هو خير برهان وأصبحت ممارسة الحرية بالنسبة لهذه الشعوب كسفينة النجاة التي ستعيد ترتيب أوضاعها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وأسقطت قاعدة أن المواطن العربي ريشة في مهب ريح الحاكم يرمى بها أينما شاء".
إيمان سهيل
الحرية الموجبة ... 2177