قال تعالى : "فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون "، وقال تعالى: "يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم"، وقال تعالى: "وقفوهم إنهم مسؤولون".. أحبتي في الله يخاطب نبيكم محمد "صلى الله عليه وسلم" ابنته وفلذة كبده "فاطمة الزهراء رضي الله عنها، فيقول لها :( قال رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ ، اشْتَرِي نَفْسَكِ مِنَ النَّارِ فَإِنِّي لا أَمْلِكُ لَكِ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا، يَا صَفِيَّةُ بِنْتَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، يَا صَفِيَّةُ عَمَّةُ رَسُولِ اللَّهِ اشْتَرِي نَفْسَكِ مِنَ النَّارِ، فَإِنِّي لا أَمْلِكُ لَكِ شَيْئًا).
نعم إن الإصلاح ومحاربة الفساد والمفسدين واجب شرعي ووطني وأخلاقي ، وعلى أبناء القبائل والناطقين بأسمائها ، والمتنفذين فيها ألا يوفروا الحماية والتغطية للمفسدين .
أيها الإخوة الأكارم قد يلجأ بعض المفسدين ممن مصوا دم الشعب، ونهبوا خيراته وثرواته مستغلين مناصبهم وحصانتهم الدبلوماسية إلى الاحتماء بقبيلتهم ، وخاصة إذا كانت القبيلة كبيرة، كي ينجوا من المساءلة والمحاسبة على فسادهم وجرائمهم بحق الله والشعب والوطن ، فترى أمثال هؤلاء الفاسدين ممن ثروا على حساب الشعب يجيشون أبناء قبيلتهم ، وربما يغروهم بالمال من أجل توفير مظلة تحميهم من المساءلة والمحاسبة ، فهل يتنبه أبناء القبائل الشرفاء ، وخاصة الكبيرة، إلى هذه الحيلة ،ويفوتون الفرصة على هؤلاء المفسدين؟.
نعم، نريد من أبناء قبائلنا اليمنية الحرة والأبية أن تقف إلى جانب الحق والعدل ومحاربة الفساد، وألا تكون مظلة يحتمي تحتها أمثال هؤلاء المجرمون، فلا توفر لهم الغطاء القبلي ليحتموا بها ويغطوا على فسادهم وجرائمهم، واعلموا أحبتي أن الدنيا مهما اتسعت، والله إنها لضيقة جداً، فالكل سيتجرع كأس الموت وسيوارى الثرى، ولن ينفعه مال ولا ولد، وسيكون وحيداً في حفرة مظلمة، وعندها لم ولن تستطيع القبيلة مهما كبرت ومهما بلغ تعدادها أن تدافع عن هذا المفسد أو ذاك، ولن تحمي من كان يحتمي بها ويستصرخها في الدنيا، قال تعالى: (يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه وصاحبته وأخيه وفصيلته التي تؤويه ومن في الأرض جميعاً ثم ينجيه).
وأخيراً أتمنى ألا تتحول قبائلنا اليمنية الحرة والشريفة إلى وكر آمن، لمن تنجست أيديهم بمص دم الشعب ومقدراته من خلال استغلال مناصبهم ومراكزهم القيادية، وحصانتهم فثروا ثراء سريعاً، وجمعوا الملايين بطرق وأساليب ووسائل يندى لها الجبين، ويعتصر لها القلب ألماً. لن ننسى أبداً أن قبائلنا هي من كانت حامية الثورة الشبابية، وهي بإذن الله من ستكون عدواً وملاذاً غير آمن لكل من تسول له نفسه المساس بمقدرات هذا الوطن، من تقطع في الطرقات، وتخريب في أبراج الكهرباء، ونهب في المال العام.
رائد محمد سيف
مفسدو الوطن والاحتماء بالقبائل!! 2275