قيل لرسول الهدى والنور والسماحة محمد صلى الله عليه وسلم، ما معنى القول إذا كثر الهرج والمرج كعلامة من علامات الساعة؟ أجابهم إنّه (القتل القتل القتل) ثلاثاً.
مخاوف ومزعجات ، وقتل وجوع، وأمراض نفسية وأسرية واجتماعية، يحيط بها هلع على وجوه الكثير من الناس من جراء ما يهدد وجودهم وأعراضهم وأموالهم وقبل ذلك دينهم، ويصاحبها حملة ماكرة خبيثة مضللة من الكفار، وأذنابهم المنافقين، بالتلاعب بالمصطلحات، والتلبيس على الناس في معنى الأمن ووسائله، ومعنى الإرهاب وطرائقه ، وجاءوا بزخرف من القول ليصرفوا الناس عن الأسباب الحقيقية للمخاوف وذهاب الأمن ، وجاءوا بأسباب أملتها عليهم أهواؤهم ومصالحهم؛ فجعلوا الحق باطلاً والباطل حقاً.
هذه كلمات فاضت بها النفس ، وسجلتها الذاكرة ، عقب الحادث الأليم الذي تعرض له، أحد الجنود هو وأطفاله برفقة أحد أصدقائه الجنود ، في مدينة ظلت عقوداً من الزمن تفخر بالأمن والأمان الذي يسودها ويميزها عن سائر المدن اليمنية ، في مدينة يفخر أهلها بكثرة المثقفين فيها ، وأصحاب العقول النيرة .
في عز الظهر والشارع يكتظ بالمواطنين ، خرج الجندي ( يمني الجنسية ) مسلم الديانة صالح العولقي ، مثل كل يوم إلى السوق لشراء حاجيته، آمناً مطمئناً يصطحب معه أطفاله، ولم يعلم أن هذا اليوم هو آخر يوم له في الدنيا، آخر يوم يرى فيها أطفاله وعائلته، كان كمثله من المواطنين الأبرياء الذين غرتهم الخطابات من المسؤولين التي تشيد باستعادة الأمن إلى هذه المحافظة، فأي أمن يتحدثون عنه وأي أمان يتبجحون به.. في عز الظهر وبين كل الجموع المتواجدة في السوق، تمكن بعض المسلحين من قتل الجنود والأطفال، وفروا هاربين لم يعلم أحد من الحضور ما هو السبب ولا ما الدافع.
لقد أفزعني ومثلي الكثير من المواطنين الآمنين، خبر مقتل هؤلاء الجنود الأبرياء برفقة الأطفال، وانتابني شعور بعدم الاطمئنان والخوف، بعد أن كنت قد فرحت كغيري من أبناء هذه المحافظة بعودة الأمن والأمان الذي لم نشعر به قط وإنما نسمع عنه.
فعن أي أمن تتحدثون؟، وعن أي أمان تعلنون؟.. والقتل والتخويف والتقطع يكثر يوماً بعد يوم، إلى متى ستظلون تزايدون على المواطنين؟ متى سنشعر فعلاً بوجود الأمان؟ متى نخرج من بيوتنا ونحن لا نخاف أن لا نعود إليها؟.
رائد محمد سيف
بأي ذنبً قُتلت؟ 2862