ما أسرع عجلة الزمن، لقد مر العام الماضي كالشهر ومر الشهر كالأسبوع وعاد إلينا شهر رمضان كعادته من كل عام، انطوت الساعات والأيام كلمح البصر بعد أن ودعناه بدموع اللهفة والشوق وها هو يعود من جديد بمصابيح القربات والطاعات.. عاد إلينا ونحن في الهم غارقون والوطن يغطيه الفساد والحقد الدفين وهذا أمر خطير لا يمكن تفاديه إلا بالتماسك والترابط في شهر الرحمة والألفة والتسامح وهذه فرصه لنجنب الوطن تلك الويلات الذي مازالت بكاهله.
إن شهر رمضان هو شهر الانتصارات، فيجب علينا أن نتق الله في هذا الوطن ونسارع إلى المصلحة العامة أفضل من مصالح التسلق على أكتاف الآخرين، حيث أصبح أقرب الناس إلينا عدواً لنا، والقلوب الطيبة تتحدث عن أشياء لا أساس لها من الصحة.. ننام على أصوات بعض الرصاص الحاقدة على لوطن ونصحو على سماع قتلى وجرحى في عميلة إرهابية غادرة استهدفت رجال الجيش والأمن البواسل، فليحذر الجميع هذه الأجسام البشرية المفخخة.
شتان بين زمان أجدادنا وآبائنا وزماننا هذا الذي أصبح فيه الظلم من الأمور الطبيعية، والحسد مرض خطير و منتشر العدوى، وأن القتل صار في الوطن من الأمور الاعتيادية، فزمننا تكالبت فيه الأعداء وكثرت فيه الكروب، فيجب علينا الثبات على صف واحد، والتوجه نحو كتاب الله تعالى وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام مع دخول الشهر الفضيل، فرفقاً بالوطن أيها الخارجون والمتمردون، فرمضان موسم للتراحم والإتحاد.. ونقول لهذا الزمن الغريب والعجيب:
مهلاً فقد يلد الأسى أفراحاً
والليل ينجب للحياة صباحاً
ورمضان مبارك
خليف بجاش الخليدي
زمن غريب وعجيب 2127