عشرات الملايين من المسلمين في العالم يعيشون كأقليات في بحر متلاطم من الديانات والمذاهب المتخالفة الأخرى، البعض منهم يعيشون في سلام، والكثيرون يذوقون الأمرّين، ولا يعرف عنهم الناس شيئاً، وإن كانت الأقليات الكبيرة العدد مثل الهند التي تحوي 150 مليون مسلم يُعرف عنها الكثير فإن بقاعاً في العالم لا يعرف عنهم شيئ، فالمسلمين في بورما(ميانمار حالياً)كثير من حقوقهم ضائعة، وقد يرحلون عبر المحيط إلى أرض أخرى ، وإن سلموا من الغرق يتعرضون للاعتقال في الدول المجاورة لأنهم غرباء وفدوا على بلدان ترتفع فيها نسبة الفقراء، فلا يجدون مكانا، فتبدأ رحلة اللجوء مرة أخرى والبحث عن موطن جديد، وهكذا من قارب إلى قارب، ومن رحلة موت إلى رحلة تغريب، وبورما فسيفساء من الأقليات، وخليط من الديانات، فإلى جانب البوذيين الذين يشكلون أغلبية السكان، نجد المسيحيين والمسلمين والهندوس وكثيراً من الديانات الأخرى, كما يتعرضون لطمس الهوية ومحو الآثار الإسلامية وذلك بتدميرها من مساجد ومدارس تاريخية، وما بقي يمنع منعاً باتاً من الترميم فضلاً على إعادة البناء أو بناء أي شيء جديد لـه علاقة بالدين من مساجد ومدارس ومكتبات ودور للأيتام وغيرها، وبعضها تهدّم على رؤوس الناس بفعل التقادم ، والمدارس الإسلامية تمنع من التطوير أو الاعتراف الحكومي والمصادقة لشهاداتها أو خريجيها. كما توجد محاولات مستميتة لـ "برمنة" الثقافة الإسلامية وتذويب المسلمين في المجتمع البوذي البورمي قسراً وأيضا التهجير الجماعي من قرى المسلمين وأراضيهم الزراعية إلى مناطق قاحلة، تعد مخيمات تفتقد لمقومات الحياة، وتوطين البوذيين في "قرى نموذجية" تبنى بأموال وأيدي المسلمين وتسخير المسلمين للمهام الصعبة، كالعمل في البناء وتحت حرارة الشمس الملتهبة، وشق الطرق الكبيرة والثكنات العسكرية، دون أي تعويض يعود على المسلمين، ومن يرفض فمصيره الموت في المعتقلات الفاشية التي لا تعرف الرحمة ,كعادتهم المسلمين الصمت من شيمهم الطاغية عليهم عشرات السنين , فكلما زادت الحرب ودارت رحاها على المسلمين العزل في كل أنحاء العالم يزيد معها الصمت المطبق لأمة الإسلام , فعلى مر السنين المسلمين محتقرين يقتلون يذبحون ويشردون دون سبب يذكر غير أنهم دخلوا في دين التسامح والإخاء , فكما حدث مع المسلمين في أفغانستان وفي أوروبا والصين وروسيا , الآن تدور رحى حرب ضروس ضد أخواننا المسلمين في "بورما" (ميانمار) من قبل البوذيين الملعونين والمدعومين من الحكومة العنصرية ,أخواننا المسلمين الآن من نساء وأطفال وشيوخ وشباب يصطلون بنيران الحقد البوذي كل يوم , فالمجازر التي تحدث ضد المسلمين في بورما لم تأخذ حقها من الصيت على المستوى الإعلام العربي والإسلامي بل والعالمي الذين يتشدقون ليل نهار بالبحث عن الحقيقة ونقل واقع المضطهدين، فهل وصلت العنصرية الى الاعلام أم ماذا ؟ ان المجازر التي تطال المسلمين في بورما لتعبر وبشكل واضح على كذب الانسانية ومنظماتها الحقوقية التي تدعي باللاعنصرية وحرية الدين والمعتقد أين هم مما يحدث في بورما أم أنهم اصيبوا بالصمم، أم أن أمر المسلمين خارج مهامهم ؟، أين الامم المتحدة لماذا لم تحرك ساكناً تجاه المذابح في بورما ,يموت عشرة اسرائيليين في بلغاريا ويقوم العالم ولا يقعد وتقوم امريكا فتشجب وتهدد لكن في بورما المئات يحرقون ويقطعون ولم نسمع شيئاً من هذا القبيل سحقاً لهم وسحقاً للأنسانية ان لم تنتصر لهم ؟ ,ترى لو أن ما يحدث للمسلمين في بورما يحدث لليهود أو النصارى ترى ماذا كنا سنرى ؟ كنا سنرى إعلان الحرب على القتله , لكن المسلمين وأمة المليار ونصف وصاحبة الجيوش والأسلحة المكتنزة لم تقوم بالدور المنوط بها لنصرة أخواننا المسلمين في بورما , أين الأخوة الاسلامية والنخوة اين ذهبت ما ذا سيتكلم التأريخ عنهم أما آن لهم ان يفيقوا من نومهم العميق الى متى سيظلون نائمين ,,اين الشعوب الاسلامية لتدعمهم وتهب لنصرتهم وايقاظ حكامهم النائمين , ليسوا الحكام من سيسألون عن عملهم تجاه أخوانهم بل سنسأل كلنا أمام الله ثم أمام التاريخ , وفي الأخير نسأل من الله في هذا الشهر الكريم أن يعجل بنصر إخواننا في بورما وفي سوريا وأن يذيق اعدائهم اشد العذاب ولا حول ولا قوة الا بالله .
ومضة:
يا أمتي صبـــراً فليــــلك كاد يسفر عن صبــــــاح
لا بد للكابـــوس أن ينــــزاح عنـــــــا أو يــــــزاح
والليـــــل إن تشتد ظلمته نقول : الفجـــــــــر لاح
والفجـــر إن يبزغ فلا نـــوم وحي على الفـــــلاح
سليمان عياش
بورما .....الحرب الغائبة !! 2600