في قرابة الساعة العاشرة صباحاً , في وضح النهار، حدثت حادثة مروعة وسط حي الأصبحي القديم يوم السبت 1 يوليو 2012.. استوقف ثلاثة من الشباب امرأة في الخمسين من العمر بعدما لمحوا يدها تزدان بخاتمي ذهب.. أخرج أولهم ساعة ذات لون ذهبي لا يزيد ثمنها عن ثلاثة آلاف ريال وبدأ معها عملية مقايضة.
ما رأيك يا خالة أبيعك ساعتي المصنوعة من الذهب.. مقابل أحد خواتمك؟
دست المرأة كفيها تحت خمارها، وسارعت خطاها لتبتعد عنهم قائلة :هذه خواتم (فالصو) لا يوجد عندي ذهب أنا امرأة فقيرة.. ابتعد عني يا ولدي، دعني أمضي لشأني، فأنا في عجلة من أمري..
وفجأة وخلال ثوان كانت المرأة منطرحة على حافة الرصيف وهي تقاوم إغماءة مبهمة الأسباب أصابتها على غير العادة.. مر بعضهم ورأى المشهد وتساءل: ماذا هناك؟.. فانبرى أحد الثلاثة قائلاً: هذه رحمنا مريضة ابتعد قليلاً ستتحسن خلال دقائق.
ابتعد ذلك الرجل وما هي إلا دقيقة أو اثنتان حتى اختفى الثلاثة مع الخواتم.. أفاقت المرأة بعدها بثواني، صدمت وهي ترى أصابعها مخمشة مدمية من آثار نزع الخواتم.. قامت تسير في الطريق وهي مدهوشة تذرعها ذهاباً وإياباً.. تبحث عن المجرمين الثلاثة وتسأل عنهم الرائح والغادي، كانت هذه تفاصيل الحدث كما عرفناها فيما بعد.
في ذلك الصباح استوقفتني المرأة وسألتني هل هذه الساعة مصنوعة من الذهب.. كانت تهذي وهي ذاهلة, المسكينة أرادت أن تصدق أنهم قايضوها بساعة من ذهب عوضاً عن خواتمها التي تساوي أكثر من مائة ألف.. كانت ابنة أخي برفقتي: فقالت هذه زوجة فلان جارتنا في الحي.. ما بها؟ ماذا حدث لها؟!
انتشرت القصة في الحي فأكد البعض أنها تكررت في الآونة الأخيرة، مع أكثر من امرأة.. لم يستطع أحد معرفة الوسيلة التي يستعملها الجناة في تغييب وعي الضحية.. لمدة لا تتعدي الدقيقة، وهي كافية لإتمام عملية الاختلاس، الضحايا كلهن من النساء..
قضية لم يتم تسليط الضوء عليها في خضم الأحداث الكبرى المتتابعة في العاصمة صنعاء، لكنها تعد مؤشراً خطيراً على مدى الانفلات الأمني في عاصمة الدولة، فلا بد من وقفة جادة من قبل المسؤولين عن استتباب الأمن للتصدي لمثل هذه الظواهر التي تؤذن بتسونامي إجرام، واعتداءات سافرة تنتهب الأموال وتنتهك الأعراض، وتقلق أمن المواطن..
نصيحة أخيرة للنساء: لا تظهري شيئاً من مجوهراتك أثناء الخروج كي لا تكوني الضحية القادمة!.
////////
نبيلة الوليدي
احذروا.. تسونامي.. إجرام قادم!! 2480