دمشق أمام عاصفة شديدة ستأتي على الأخضر واليابس إن لم يتم مواجهة الإعصار بلغة العقل ومحبة الوطن.
دمشق ليست هماً سورياً فحسب بل جرح عربي نازف، أنينها يعكر صفو سعادة الجميع، وكل موقف خارجي يعمل على نخر جسدها سوف يتحول إلى لعنة تطارد هذه الأيادي التي عمدت على بث الفجيعة بكل غصن زيتون.
نعاني في الأوطان العربية جمعا من معضلة التشبث بسخافة بحكم من لا يريده الشعب، ألا يكفي تونس ومصر وليبيا واليمن درس لكل جبار كي يمنع نزيف الدماء ويقطع الأيادي الأخرى التي تريق الدماء لتقربه أكثر من حبل المشنقة.
سوريا انقسمت واستغل ثرائها المتنوع بقوميات عربية وكردية وأرمن، ودياناتها من إسلام ومسيح وطوائفها من سنة،"شيعة وعلوية”دروز، إسماعيلية،....”فأشعل فتيل الحرب بجبهات عدة لحشر الطائفية والمناطقية والقومية لضرب الديانات ببعضها والطوائف وكذا القوميات.
ها هو رمضان، الشهر الكريم انشطر نصفين فدخل بنصف جسده على من يصرخون "ضد”وتبعه ظله في اليوم التالي مع من يصرخون "مع”ليعطي صورة جلية عن شدة احتدام الخلاف والتنافر الذي لا يبشر بصلاحية أي مبادرة لتقريب قطبي الصراع وإنهاء نزيف الدماء ووضع آلة الحرب بعيداً.
*غصة وطن :
باب الحارة انكسر والحارة تعج بالقتلى والدماء تغسل الأزقة،
الاحتلال لم يكن فرنسياً ولا عثمانياً بل أيادٍ سورية خبيثة تخنق الحياة في سوريا..
الحارة دخلت بحروب عدة، والخاسر الوحيد “عرين العروب. "
كيف دخل رمضان حاراتك سوريا !
هل سنسمع صوت المسحراتي يجوب الحارة موقظآ كل البشر! هل لديه من الأمان ما يكفي ليصدح وقت السحور !”يا نايم وحد الدايم “وهل لقلوب مفزوعة أن يغمض لها جفن؟
هل سنجد باعة "عرق السوس والتمر الهندي !
هل ستغدو الحياة أكثر أماناً في هذا البلد الغالي !؟
يجيبني الموت : “تعبت “وأرى عزرائيل قد خارت قواه من كثرة حضوره مراسم إزهاق كل روح!
من أي ثقب للأماني ستلج يا رمضان وقد تأججت فتنة طائفية - سحقاً لمن أيقظها - إلى جانب رحى الحرب التي تأتي على الأخضر واليابس؟ !
البيئة أصبحت خصبة لنمو خناجر عدة تثقب قلب سوريا !
هل ستصل مسامعنا أصوات رقصة الدبكة وعزف "داعور”فوق جسد الأورج، هل سنسمع علي الديك وفيق حبيب، ثائر العلي، إلياس خضور، فهد القصير،
“دبكة ودبيكه وطبال "
“يا أبو ردين يا ابو إيش قلنالك ؟ يا دادة زعلانة "
“ع العين موليتي وإثنعش مليه "
“يا ولفي وينك والله يا الغالي من عنده يعينك "
هل سنعود لنسمع مثل هذه الأغاني وهل سنتمايل في لحظة طرب مع صباح فخري "يا مال الشام ؟"
هل ستعود أصوات المأذن وأجراس الكنائس تصدح في الأرجاء معلنة سلام يدوم
أحمد حمود الأثوري
أتاك رمضان خجولآ يا شام ! 2289