;
تيسير السامعى
تيسير السامعى

ليكن رمضان بداية التغيير الحقيقي في حياتنا 1974

2012-08-04 03:33:28


رمضان شهر واحد في العام كله، شهر يمنح فيه الله تعالى المسلمين فرصة نادرة، ليتقربوا إليه بقلوبهم قبل حركاتهم ويبسط الله عليهم رحمته وغفرانه، ما يجعله فرصة يحب أن لا تفلت من بين أيدينا، لذلك لابد أن يقوم كل واحد منا بوزن كل دقيقة من حياته بميزان الإسلام، فإن وافقته حمد الله على نعمة الهداية والتوفيق، إن خالفته فعليه أن يتوقف بسرعة من اجل تعديل المسار الحياتي وتغيره قبل فوات الأوان.
لابد أن يستفيد المسلم من شهر رمضان الكريم، فيجعل منه محطة يريح فيه قلبه من عناء الدنيا والاستغراق في مادياتها، ليقف كل واحد منا مع نفسه وقفة محاسبة ومراجعة، يواجهها بأفعالها مواجهة حقيقية، ويطرح عليها أسئلة صريحة، فيسأل نفسه ما مدى قربى من الله تعالى في حياتي العملية والأسرية والاجتماعية: هل حقاً ابتعدت عن مغريات الدنيا، فلا يدخل جيبي إلا المال الحلال؟ هل فعلاً أتحرى الصدق في قولي في عملي؟ هل حقاً أنا ملتزم بأخلاق الإسلام وقيمه وتعاليمه في حياتي؟ هل حقاً أن قدوتي في ذلك محمد صلى الله عليه وسلم؟.. لابد أن نكون صادقين مع أنفسنا، لأن أد أنواع الخيانة بشاعة خيانة الذات والتدليس عليها.
إن المحاسبة الناجحة هي الطريق إلى التذكير والإفاقة المندرجة في قوله تعالى "فذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين" التي يتبعها مرحلة التعديل، فلا تبقى الأخطاء والمعاصي التي اقترفناها على حالها وهنا سنصل إلى مرحلة التوبة والندم والعزم على عدم العود، فالتوبة تعنى تعديل المسار المعوج في حياتنا وفتح أبواب المغفرة وانتقال الإنسان إلى حياة جديدة في رحاب رضى الله تعالى وطاعته، لكي تكون التوبة ناجحة لابد أن يكون لها عمل صالح يؤكدها ويغسل عن النفس أدران المعاصي ويزودها بطعم الطاعة وحلاوتها الذي تسعد به النفس البشرية..
والتوبة الصادقة تحتاج إلى قوة وإرادة ومصداقية مع النفس وقبل كل ذلك تثبيت الله وتوفيقه، فالهداية منة عظيمة يمنّ الله بها على من يشاء من عباده، لذلك لابد علينا من الالتجاء إليه تعالى بالرغبة الصادقة والخوف الصادق من النار والتوق الشديد إلى الجنة ولإلحاح عليه بالدموع الساخنة، لكي يشملنا بالهدية ويوفقنا إليها، ولابد علينا من المداومة على الاستغفار، لأنه عليه يذهب عن النفس الكثير من الحزن والأسى ويبدله استشعاراً ورضا.
ليكن رمضان هذا الذي بلغنا الله آية بداية التجديد في حياتنا لابد أن نعمل على استغلال فضائله ولاستفادة من أوقاته المباركة، فلا يدرى الواحد منا هل سيبلغ رمضان غيره.
ليكن رمضان هو الثورة الحقيقة التي ننتصر بها على أنفسنا ونحررها من الذل والخضوع والاستكانة والخوف وتقديس الأشخاص والجماعات وإعلان العبودية المطلقة لله تعالى، لأنه إذا تغيرت نفوسنا تغيرت أحولنا وتبدلت أوضاعنا، فالله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.
 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد