في مثل هذا اليوم من العام الماضي لم يكن في خلد الشقيقين مازن وأكرم الدبعي أن الموت يترصد لهم بأيادٍ خبيثة ممن يفترض بهم حماية حياة الناس هنا.. كانت هناك عناصر تلوذ بشهوتها الشيطانية، تنتظر ضحية طرية في عمر الزهور.. أكرم ومازن وهما ذاهبان إلى البحر للتنزه، كانا يفكران في قضاء وقت مرح، فقد ضاق بهم الحال وحال البلد الذي يسير بخطوات متسارعة نحو الاختناق.. كان الموت مكشراً أنيابه يترصدهم في الطريق البحري ليصطادهما معاً ولم يتركهما يكملا مشوارهما.. الموت كان ممثل ب أفراد من اللواء 31 مدرع التابع لقيادة المنطقة العسكرية الجنوبية (مهدي مقوله) ليتم وبصورة ظالمة وبدون سبب شرعي قطف زهرتين من بستان أسرة الدبعي لتتحول حياة الدبعي وأسرته إلى أيام حزن متواصلة..
وحسب إفادة والد الشهيدين الذي ومنذ عام تماماً يحتسي حزنه صباح مساء أفاد " بأن قضية مقتل الشقيقين أكرم ومازن معرقلة من قبل قيادة المنطقة العسكرية الجنوبية ممثلةً بالقائد السابق (مهدي مقولة) الذي عرقل ولازال يعرقل بصورة مباشرة وغير مباشرة بتسليم الجناة من أفراد اللواء 31 مدرع إلى النيابة العامة، حيث ظل يرفض تنفيذ أوامر النيابة العامة وأمر النائب العام وأمر وزير الدفاع والتي تطالبه جميعها بتسليم القتلة للنيابة، حيث لم يكتف بالامتناع عن تسليمهم بل قام أيضاً بإخفائهم والتستر عليهم بصورة مباشرة عندما كان قائداً للواء 31 مدرع وقائداً للمنطقة العسكرية الجنوبية بصورة غير مباشرة بعد إقالته من هذا المنصب، حيث ظل ولازال يستخدم في هذه القضية التسويف والتضليل والكذب ونقض الوعود وإعطاء معلومات غير صحيحة والتهرب من استلام مذكرات النيابة بغرض عدم تنفيذها أو الرد عليها أوترك غيره يستلمها من أجل التهرب من المسئولية ويتصرف بخلاف ما يقوله وأن هذه المواقف والتصرفات وغيرها أفقدته المصداقية والثقة به والتعامل معه تعامل مسئول سواءً من قبل النيابة أو غيرها وهذا مما أدى إلى عرقلة استكمال التحقيق في القضية وإحالتها للقضاء وإطالة أمدها وبالتالي عرقلة النيابة والإضرار بأولياء الدم وبالتالي يكون هو المسئول الأول أمام النيابة وأولياء الدم عن عرقلة القضية منذ بدايتها وحتى ألان"
وكان والد الشهيدين قد نشر الأسبوع الماضي بياناً قال فيه : " لقد وضعنا برنامج يبين أين توقفت القضية وموقفنا الحالي منها والمستقبلي وإنا ووفاءً مني لهم وعلى مواقفهم قمت بإعداد تقرير تقيمي حول كل ذلك وسوف ادعيهم لاطلاعهم بذلك التقرير التقيمي للعام الماضي أو للفترة التي فاتت من اجل بعد ذلك يتم مناقشته وعمل مداخلات لنخرج بموقف موحد حول ما تم وما سيتم في المرحلة القادمة وتكوين موقف موحد حيال الجهات والأشخاص الذين يعرقلون تسليم الجناة للعدالة هذا في اليوم الأول.. أما في اليوم التالي سأقوم بمشاركة أهلي والمتضامنين معي من خلال موكب نتوجه به إلى مبنى م/عدن لمقابلة المحافظ ورئيس اللجنة الأمنية بالمحافظة والذي قائد المنطقة عضواً فيها وتقديم له مذكره نطالبه من خلاله كرئيس اللجنة الأمنية بإلزام قائد المنطقة العسكرية الجنوبية بتسليم الجناة بناءً على طلب النيابة وأمر النائب العام وأمر وزير الدفاع كما سنتوجه أيضاً بعد ذلك إلى قائد المنطقة العسكرية الجنوبية لتقديم له نفس الطلب.
ووجه والد الشهيدين نداءً إلى جميع وسائل الإعلام بتغطية الفعالية والاطلاع على القضية والتقرير التقييمي المعد، كما يدعو كافة شرائح المجتمع من أحزاب ومنظمات والمجلس الأهلى لمحافظة عدن للتضامن معه في هذه الليلة في ساحة المظلومين بالقرب من مركز عدن التجاري ويبدي تفاؤله من تعيين اللواء ناصر عبد ربه الطاهري قائداً جديداً للمنطقة العسكرية كي ينفذ أوامر النيابة العامة ووزير الدفاع بتسليم الجناة الذين تسببوا في قتل ولديه وثلاثة آخرين."
جميع من قتلوا برر سبب مقتلهم تجاوزهم للمصفحة التي كانت متواجدة هناك، ليتم فتح النيران على السيارة التي أقلتهم من الخلف من المدرعة ومن طقم عسكري من الأمام ولم يكتفوا بذلك بل أجبروا أحد المصابين على أن يقود هو السيارة كي يرتكب حادث وتميع القضية..
الكامير المسئولة عن مراقبة حركة سير المركبات ومراقبة هبوط و إقلاع الطائرات قيل أنها كانت وبصدفة غريبة منطفئة، فلم ترصد صور الشهداء ولم تجدي العشرات من المذكرات التي أرسلت للقيادات الأمنية ووزارة الدفاع والنيابة العامة والنائب العام.. ولهذا تلح حاجتنا الملحة لإصلاح مسار القضاء واستقلاليته وحياديته والتعامل مع جميع القضايا بروح العدل.