كم هو الوقت يسرقنا ويقطعنا دون أن نشعر، وأكثر من هذا بطشاً إذا كنا نلهو ونمرح ونترك أنفسنا رهينة لصوص الوقت، " تلفاز، إنترنت، ومجالس السمر.... "
تتجلى عظمة الوقت من خلال قسم الله به ومعرفته المسبقة بأننا نبحث عن اللهو والمرح، " والعصر " قسم غليظ يجعلنا نصحوا من غفلة فيما إذا تدبرنا معناها الحقيقي وخطورة ضياع العمر كل العمر في إشباع نزواتنا الآنية.
ها نحن الآن في منتصف الأيام العشر، ومازال في القلب أمنيات ومطالب ومازال في رمضان متسع وبقية
فمن فضل الله علينا أن الفرصة لا تزال موجودة في العودة إليه وطلب العفو والمغفرة منه حتى تبلغ الروح الحلقوم ألا وأنه من أعظم الفرص اغتنام ما تبقى من العشر الأواخر من رمضان ففيها ما يمكن تحقيقه دنيا وآخرة... وهي فرصة لا تأتي إلا في السنة مرة وهل تضمن بقاءك للسنة القادمة ؟!.
صرخة في وجهي - أنا العبد العاصي التائه - قبل أن تطلق في وجه أي إنسان.
إذ نحن في مجتمع يعاني من تيه مركب ناتج من فراغ عقائدي وحشو ديني ومعارفي مشتت، ومشاكل اقتصادية تضغط في اتجاه لجوءنا إلى عمليات تخدير لأرواحنا هرباً من واقعنا المر، أضف لهذا وذاك من نذر نفسه لتعقيد حياة البشر أما بالتخريب بمصالح العامة وإقلاق الأمن العام أو بالاتجاه نحو إحباط الناس وجعل اليأس يتسلل إليهم من رحمة الله وفقدان الأمل بخط العودة إلى الله.
حقاً الأمل باق، لكن الخوف من أن يأخذنا الأمل بعيداً، حيث وأيام العبد معدودة على هذه البسيطة ولا أحد يعلم متى يسترد الله أمانته.
الأمل باق في طي صفحة قديمة والبدء بصفحة جديدة تبدأ بالمصالحة مع الذات، ثم المصالحة مع رب العباد الذي يتقبل عباده ويغفر الزلات التي تتبعها مغفرة طالما ليس فيها مظالم للعباد.
رمضان يودعنا ولا ندري على من سينعاد عليه ومن سوف تطوى صحائفه ويودع هذه الحياة.
دعوة للأمل مفعمة بالتذكير بفرحة الرب الغفور بتوبة عباده والرجوع إليه، كيف لا وهو أحن على المرء من أمه.
دعوة للجلوس مع النفس ومراجعة حسابات الماضي وعقد صفقات رابحة تقود إلى رضوان الله والفوز بالدارين الحياة الدنيا والآخرة.
نعود معكم إلى مسألة الوقت ونذكر بأهمية ترشيد استنزافه بحيث يستغل فيما يعود بالنفع على الفرد والمجتمع، وعدم الانصياع لرغبات النفس التي غالباً ما تكون - أي الرغبات - أنانية وضد الصلاح لتبرز حاجتنا الملحة لعصيان هوى النفس.
أعاد الله رمضان على جميع المسلمين بالخير.
* غصة وطن :
تائه في وحشة ما بين معصية ومعصية ظلام الوذ في المي ذنبي يؤرقني ما عشت يوماً في سلام خارت قوى الأيام ضاع الشباب وتجردت نفسي من كل آيات الجمال ذنبي يؤرقني يخنقني ويستبيح من عيني المنام هل لي بتوبة ؟
هل لي بغفران الذنوب ؟
صوت يمر من خلفي يؤكد لي بأن الباب مغلق صوت من الأمال يخبرني بأن باب الله مفتوح لنا.
غفرانك الله ربي..
لن أبالي.. لن أغالي.. لن أتوه كون ربي يغفر الزلات يمحي من قلوب الناس أدران عصية يقبل التوبات منا.. يصفح ما مضى في الجاهلية
أحمد حمود الأثوري
آمال الفرص الأخيرة.. 1901