;
محمد اللوزي
محمد اللوزي

العيد ومعاني الجمال 2383

2012-08-19 01:20:51


العيد هو الفرح الذي نرى من خلاله معاني الجمال و ما نأنس به ونحن نعانق الأحبة ونحفل بالوفاء القيمة الإنسانية الراقية المتوجة على الدوام بالنبل وبصدق المشاعر إزاء أهل وأحباب نرى فيهم ذواتنا ونشعر أنهم السعادة كلها حين نصيغ معهم مطارحة الأشواق ونمضي معهم إلى حلمنا ننسجه معاً ونكونه فرحاً..
والعيد هو المعنى السامي والرفيع الذي نأتيه بقلوب فرحه تتوسم الخير وتشتاق إلى فضاء الحب والنقاء وتسير فيه وتكترث له وتعيره اهتماماً يؤكد نبض القلب وولع الحبيب بالحبيب...
 والعيد هو ما قدرنا على تحقيقه من معاني الخير وقيم الوفاء وطاعة الخالق عز وجل وما نستحضره من معاني ودلالات صادقة في لقائنا بأحبابنا وهم يشاركوننا أجمل الأيام وقد تهذبت الروح وسمت في الشهر الفضيل وتوسمت من الخالق عز وجل كرم العفو والمغفرة والعتق من النار.
هكذا يبقى العيد له دلالاته الروحية العظيمة التي منها نستحضر معاني الخير ونمضي إليها ما استطعنا إلى ذلك سبيلا.والعيد أيضا هو تجسيد راقي لحقيقة التقوى في القلوب واحتفائية خاصة بما يستحق أن نفرح لأجله وقد عشنا لحظات إيمانية عميقة جعلتنا نسمو إلى ما هو أخروي قبل الدنيوي وإلى الدنيوي بزهد ونقاء سريرة وشعور عميق بحاجة المحتاج وأهمية الوقوف معه وتحرير النفس من رق الحطام الدنيوي العابر بما يجعلها تهفو إلى تكوين علاقة وثيقة بين الخالق والمخلوق على الدوام يكون العيد هو الفاصل الزمني الرائع لهذا التكوين لمن يمتلكون قوة الضمير ونقاء السريرة.
هكذا معاني العيد ودلالاته أكثر من فرح وأعمق من شعور بالبهجة العابرة،.إنه انتصار الذات على نفسها وقد استطاعت أن تحقق القدر المطلوب لمعنى التزود بالتقوى.
والعيد أيضاً في معناه الأبعد استنطاق لمكنونات النفس البشرية وجعلها قادرة على الانتصار للحق بقوة الضمير ورفض كل أشكال الإستلاب والظلم والعبودية والإصرار على فتح مجالات للحياة باحتفائية من يمتلكون القدرة على تجاوز كل ما يعيق المشرق في الإنسان، وهنا يكون للحياة رونقها ومعناها الجميل وتكون الفضيلة انتماء للوفاء الذي يجب والذي يجعلنا نتذكر أحبة لنا صدقوا ما عاهدوا الله عليه وقدموا أرواحهم من أجل أن يبقى للعيد هذا الفرح وهذا البهاء الذي نجد ذواتنا فيه.
وهنا فقط ندرك مقدار سخائهم في العطاء ولا نملك سوى أن نستحضرهم فينا ونترحم عليهم كشهداء جعلونا ننعم بما نريد ونفرح كما يجب ونعيش الحرية معنى والعيد صفاء،كما نستحضر هنا من خطفتهم قوى البغي ومازالوا في المجهول غير مفرج عنهم وندرك أننا بدونهم لسنا نحن وأن الفرحة لا تكتمل إلا بحريتهم كأبطال مضوا صوب وجهتنا الصحيحة وعانقوا الحرية وجعلوا شمس بلادي دافئة وسماؤها فرح وحب.
هؤلاء هم نحن ما بقوا في السجون كأننا معهم لا نستطيع أن نرى إلينا وهم غائبون تماماً ولا نملك القدرة على استكمال الفرحة ونصاب بغصة في الحلق ما بقوا في الأسر ونحن لا نقف بقوة الحق من أجلهم ونحاول أن نداري الوجع الذي لا يمكن حين لا نعير ما هم فيه من ألم ومعاناة ونمضي إلى حالنا هروباً من حقيقة أنهم يحتاجوننا وما زلنا أعجز من أن نكون موقفاً يليق بمكانتهم كأحرار ثوار..
العيد هنا من معانيه الوفاء والإصرار على امتلاك الفرح حين نرى المخطوفين ينعمون بالحرية والخاطف مجرماً مداناً، بدون ذلك لا نقوى على استكمال الانتصار ولا الفرح وسيظل فينا الضمير منهكا وقيم الوفاء مختلة ما بقي مخطوف واحد في المجهول.
وإذاً العيد تجديد قوة وتلاحم فاعل بين كل القوى التحررية بشعور إيماني حافل بما هو إنساني، يتعاظم في الذات ويمنحها وهج الحرية ليبقى العيد هو المجال الذي نستذكر من كانوا معنا ومازالوا فينا ولا نستطيع إلا أن نكونهم كما يريدون حتى لا نقع في خيبة أمل على هذا الأساس، هو اتصال عميق بين الممكن وحتى المستحيل بثبات الإرادة ومصداقية التوجه وعمق الانتماء إلى التغيير والبقاء في ذات الطموح المرتجى.
والعيد أيضا تبادل تهاني وتحايا وإهداء ورود ورش عطور ورائحة زكية بالعود والبخور.وهو نغم يتهادى ويزف إلى من نريد.. وهنا فإن الجديرين به الشهداء وذويهم ومن تم خطفهم فلهم نوقد الشموع ونعطر الحياة بالحب ولهم نغني ونعلن أنهم الفرح الذي نعيشه وأننا لن نقبل على شيء مما نريد إلا وهم معنا في عقولنا وقلوبنا ولن نقدر على شيء مما نتوق إليه ونريده ونقبل به إلا حين نوقن أننا فعلاً أخلصنا مع من ضحوا وكنا في مستوى آمالهم بدون ذلك تبقى الفرحة ناقصة إن لم تكن غائبة ونكون نحن أقل من أن نستحق حرية أو أهل للوفاء، لذلك العيد هنا ما نريده من قيم حق وخير وجمال وهو سمو الروح إلى مستوى التلاحم بالوطني والانتقال بها إلى السماحة والوفاء وإلى استحضار الرائع في العمل الخلاق.
والعيد أيضاً في تجلياته الرائعة هو البهاء الجميل الذي أنجزه الجيش الحر بوقوفه وانحيازه إلى وطن وتاريخ وحرية وقدم في ذلك أروع المواقف بروح استبسالية إيمانية كانت وستبقى ألق تكوين الوطن وآيات الدهشة والتضحية التي لولاها لما كان العيد عيداً ولا الحرية ذات معنى، فله نقدم آيات التهاني وأصدق الأمنيات مقرونة بالحب للميامين الأبطال، من جعلوا أيام الوطن كلها أعياداً وجعلوا الحرية الفضاء الجميل الذي نريد، وعهداً لكل الذين ضحوا، شهداء ومخطوفين أن نبقى في مستوى الوفاء نرعاهم ونجلهم ونطالب بكامل حقوقهم ولن يكون لنا أعياد إلا وهم في الصدارة من فرحنا.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد