قال وزير الصحة الدكتور/ العنسي إن اليمن تخسر ملايين الدولارات مقابل العلاج في الخارج، في حين أن إصلاح القطاع الصحي يحتاج إلى 300 مليون دولار.. تحدث عن العلاج في الخارج!!، هل سأل نفسه يوماً لماذا يذهب الناس إلى الخارج بدلاً من العلاج في الداخل؟! وهل من يذهب إلى الخارج هم من المواطنين العاديين أم المميزين؟!.
دعوني أجيب إذا سمحتم لي، نعم، أنا أتفق مع الدكتور الوزير بأن هناك ملايين تخسرها الدولة لقاء السفر للعلاج في الخارج، ولكن تلك الملايين وتلك السفرات لم يحظ بها أي فرد من أفراد الشعب ولم يتحصل على منحة علاجية مجانية أي مواطن غلبان بسيط، هناك العشرات بل المئات يحتاجون إلى إجراء عمليات جراحية في الخارج لعدم توفر الإمكانيات التقنية الطبية الحديثة ولعدم جاهزية أغلبية المستشفيات لاستقبال مثل تلك الحالات.
وعندما يذهبون للمتابعة "يعودون بخفي حنين"، كم هي المرات التي كتبت فيها وفي عمودي هذا عن حالات تحتاج إلى المساعدة للعلاج في الخارج، فهل حرك أي مسؤول في الصحة ساكناً وكم هي الحالات التي تنشر في صفحات الجرائد والصحف، فهل حظيت بأي منحة علاجية مجانية في الدولة؟! لا أظن ذلك، علماً بأننا نسمع عن كثيرين سافروا إلى الخارج للعلاج، فمثلاً نسأل عن مدير عام ما في مرفق عام يقال لنا سافر للعلاج وكذلك الوكيل الفلاني سافر للعلاج وأراهن بأن الوزراء وعائلاتهم يحصلون على منح علاجية في الخارج وبذلك تنفق الدولة الملايين من الدولارات للعلاج في الخارج.
أما عن مشكلة عزوف البعض عن إجراء العمليات الجراحية في اليمن بدلاً من الذهاب إلى غيرها، فمع احترامي الشديد للأطباء المخلصين في عملهم - وهم قلة قليلة- ضاعت مع وجود الأغلبية الذين لا يقيمون لحياة المريض وزناً لماذا؟! لأنهم لم يتحصلوا على حقوقهم كاملة.
لا أنكر ذلك والكل يعلم بأن الكادر الطبي في اليمن لم يتحصل على حقوقه وأنهم يعملون في ظل ظروف لا تساعدهم على أداء مهامهم بالكامل، ولكن الأمانة تقتضي أن نعمل جاهدين، سيما وأن الأطباء قد أقسموا على أداء مهامهم على أكمل وجه.. وما زاد الطين بلة هو المستشفيات الخاصة التي أصبحت تجارية، ولا أريد الخوض في هذا الأمر كثيراً وبما أننا نتحدث عن الطب والصحة، فهناك أمر يجب أن تهتم الوزارة كثيراً فيه وهو التأمين الصحي.
فقد سمعت بأن التأمين الصحي سوف يخرج إلى حيز الوجود في الأشهر القادمة، والذي أعلمه حسب معلوماتي البسيطة أن التأمين الصحي من أجل خدمة المواطن أولاً وأخيراً ويتعلق بصحته لذلك يجب أن تراعي الوزارة مسألة مهمة جداً وهي حرية اختيار المريض للجهة العلاجية التي يرغب بها وأن لا تفرض عليه أي مستشفى حكومي لأنه ببساطة القطاع الصحي الحكومي فقد سمعته الطبية، لذلك دعوا مسألة الاختيار للمواطن حتى يحظى التأمين الصحي بالقبول من الجميع.
وأخيراً سمعت عن إشاعة تقول إن قسم جراحة القلب المفتوح في مستشفى الثورة بصنعاء لا يستقبل إلا من لديهم وساطة.. وكما يقول المثل "يا بخت من كان الوزير خاله".. والسلام ختام.
كروان عبد الهادي الشرجبي
يا بخت من كان الوزير خاله!! 2697