رحل رمضان وخلص العيد، يهلل رب الأسر لأنه سيرتاح قليلاً من هم المصاريف والنفقات ولكن تهليله وفرحة لم يدم طويلاً لأن المدارس على الأبواب وهذا معناه نفقات جديدة تقصم الظهر النفقات التي أتحدث عنها لا تتعلق بشراء مستلزمات المدرسة من ملابس ووالخ وإنما هي الرسوم التي تدفع من المدارس الخاصة.
قد يقول البعض "وليش الفشخرة الكذابة" إذا لا يستطيع تحمل العبئ عليه أن يتوجه بأطفاله إلى المدارس الحكومية والعلة الرئيسية هي المدارس الحكومية وما أدراك ما هي المدارس الحكومية!!
المدارس الحكومية واعتقد أن الكل يعلم أنها تشمل المدرسة الواحدة السنوات الدراسية الأسياسية كلها أي من أول إلى صف تاسع وأنا أتحدث عن الأولاد أكثر من البنات لأن الأولاد عليهم عمايل يشيب منها الرأس، فأنا أعرف طفلاً في السنة الماضية أدخلته عائلته مدرسة حكومية لكم أن تتخيلوا بقدر ما
تشاؤون الألفاظ السوقية والبذئية "مع احترامي لكم" ألفاظ لا استطيع لفظها، وطبعاً السبب لأنه يختلط بالأولاد الأكبر سناً، وكأن الشارع لا يكفيهم لتعلم كل ما هو سيء، ومن يخاف على طفله من الضياع مبكراً لا ينزله إلى الشارع ولا يذهب إلى المدارس الحكومية، هذا فيما يتعلق بالسلوك المكتسب من المدرسة وأما التعليم فحدث ولا حرج هل سمعت عن مدرس يدخن السيجارة مع الطلبة في المدرسة؟! هذا في الثانوية لا تقولوا هذا لا يحدث فقد شاهدت ذلك بأم عيني وأزيدكم من الشعر بيتاً في مدرسين "طبعاً مش الكل" أصحاب هم والطلبة فتراهم مع بعض في سوق القات وفي مجالس القات أيضاً!!.
عموماً دعونا من ذلك وأعود إلى المدارس الحكومية وطريقة التعليم فيها في الصف الأول يكون متلقياً ويستطيع حفظ أشياء كثيرة إذا تم تدريسه بالطريقة الصحيحة وأسلوب الترغيب للأطفال يساعدهم في تلقي المعلومات وحفظها والمدارس الخاصة صفوف الأطفال فيها مليئة بالرسومات والوسائل التعليمية وهذا بحد ذاته يشجع الطفل على البقاء في الصف، أضف إلى ذلك تعليمهم لمادة اللغة الانجليزية من الصفر شيء مهم جداً.
ولا أدري لماذا لا تدرس هذه المادة للأطفال في المدارس الحكومية منذ الصغر!! ولماذا الإصرار على تدريسها للطلبة من الصف السابع؟! أي طريقة للتدريس تتبع لا أعلم؟! والمشكلة أن هذه المادة أصبحت إلزامية أساسية في كل التعاملات وحتى في الجامعة.
لا أريد أن أطيل عليكم وجع الرأس ولكن كل ذلك يجعل رب الأسرة يفضل المدارس الخاصة عن المدارس الحكومية ولأن أصحاب هذه المدارس يعون هذا الأمر جيداً، فقد عملوا على زيادة الرسوم وبشكل لا يصدق ولا أعلم من يصادق على تلك الرسوم، فالصف الأول ابتدائي في أغلبية المدارس 75 ألف ريال أو 65 ألف ريال أما الصف التاسع 100 ألف ريال طبعاً غير المواصلات "واللي عاجبة أهلاً وسهلا ًواللي مش عاجبة يروح المدارس الحكومية" وطبعاً الأغلبية رغماً عن أنوفهم سيلجأؤون للمدارس الخاصة وجحيم أسعارها لأن وزارة التربية والتعليم مصرة على التراجع بالتعليم الحكومي إلى الوراء ومصرة على عدم تغير سياسة التعليم ومصرة أيضاً على اختلاط الأطفال مع الأكبر سناً وهذا ما لا يرضي الكثير من أولياء الأمور!!.
وأخيراً أرجو من إدارة التربية والتعليم في محافظة عدن التقصي والبحث لمعرفة الأسباب الحقيقة وراء الزيادة في الرسوم للمدارس الخاصة والتي فاقت الخيال والعمل على إعادة الأمور إلى مسارها الصحيح.