أضحكوا علينا براحتكم.. تمادوا بجلدنا واستنزاف شحيح أمآلنا ،فهذا الشعب المسكين - نحن -" عرطة " بالنسبة لكم ولنظرتكم له " منبطح "،يتقبل الظلم ويتكيف مع صروفه ولسان حاله يقول" خينا شعقولوا " أمرهم لله.. وصبره ليومنا هذا ما نفذ " معجزة نحن بصبرنا. "
الثورة الشبابية المستمرة يبدو إنكم تجنون ما جاء منها من خير بطرق لعينة استغلالية مستخفة بشعب دفع نتيجة رفضه للظلم مآسي وتقبلها وأيقن قبل خروجه في ثورة بأن هناك ثمناً لإزالة الطغيان متمثل بأموالهم ودمائهم وتعطيل مصالحهم،
لكن استمرارية التعامل معنا بهذا الشكل ينم على أن عقلية النظام القديم مازلت تحاصر معظم مؤسسات الدولة لتثبت بطريقة ما أو بأخرى بأن الشعب لم يجن من ثورته سوى الشرعنة لممارسة الظلم بصورة أخرى تنتج الماضي بوحشية.
كجزئية بسيطة من هذه الصور المتعددة لهذه الوقاحة عمدت وزارة التربية والتعليم بعدم نشر نتائج المرحلة الأساسية وحصرها على شركة الاتصالات ليتم مص دم الشعب الناشف خلقه فهم يعلمون ويعملون بعقلية الاستغلال ويدركون بأن كل طالب سوف يستعلم عن علامته وعلامة الزملاء والأهل والجيران لتحصد هذه الشركة ووزارة التربية والتعليم مبالغ خيالية كسبت بطرق غير مشروعة " محرمة شرعاً وأخلاقاً ".
ما أحوجنا لتجسيد التربية في حياتنا، فهذه الحادثة لا تدع لنا مجالاً للتفاؤل، إذ أصبحنا بحاجة للتربية الأخلاقية بما فينا موظفو التربية والتعليم كي نجسدها في حياتنا في حال كان لدينا ثقة بأن كلاً منا " إنسان ".
من طبيعة حادثة الاستغلال هذه يبرز تساؤل مفاده: "لموه عاد سموها تربية وتعليم"؟ وكيف نعول على مخرجات عانت من استغلال مركب وستخاف وصولاً لدفعه ضريبة مقابل معرفته علامته في الامتحان ؟
ماذا ننتظر من هذه الأجيال حال تنشئتها على هذه الصفات التي وجدوها من القائمين على هرم المؤسسة التعليمية ؟
ما يثير الاشمئزاز والقرف أن تستطيب الوزارة هذه الشعلة وتستفحل لديها شهوة جني الأموال وتكرر العملية في نتيجة الثانوية العامة - التي تعاني من مخاض عسير-، كونها ستكون الصفقة المغرية والمسيلة للعابهم ؟
هل يعي الجميع بأن الصبر نفذ والشعب الصابر سيتحول إلى حجارة من سجيل على رؤوس من يستغلون حاجة المواطن " الدرويش " ؟
* غصة وطن :
العلم نار في بلادي ليس نور،،
السابقون في غياهب ليلنا من خلفها الأبواب قد عادوا
يمارسون ماض قد وأدناه بثورة الأيام
هاهم جميعاً.. مرة أخرى على سماحة روحنا يتضاحكون
أحمد حمود الأثوري
التربية والتعليم تمتص طلابها 2307