يقول المؤلف الأميركي الدكتور/ واين ولتر داير: "أعظم شعور في الحياة، أن تُنجز شيئاً قال عنه الآخرون أنه مستحيل..." وهذا ما يؤكد أن ثورات الربيع العربي، سيما الثورة الشبابية السلمية باليمن هي أعظم شعور في الحياة".
وما يبرهن الحاجة الملحة التي كانت ولا زالت تمر بها الدول العربية، ما يبرهن حاجتها لثورات ملحة تطهرها من دنس الحكام وفساد أنصارهم وعصابتهم العابثة، هو ارتباط الثورة بالديكتاتورية حيث أصبحت الأولى تلازم الثانية كظلها "فأينما وجد ديكتاتور اندلعت ثورة".. يقول الأديب الشاعر والرسام الفرنسي فيكتور هيجو: "عندما تصبح الدكتاتورية حقيقة واقعة تصبح الثورة حقاً من الحقوق".
وفي كتاب (الطاغية، دراسة فلسفية لصور من الاستبداد السياسي) يضيف الدكتور/ إمام عبدالفتاح إمام: "وهكذا نصل مع أفلاطون إلى حقيقة مهمة، وهي أن الطاغية الحقيقي هو في واقع الأمر وعلى خلاف ما يظن الناس، "عبد" بالمعنى الصحيح، بل هو شخص بلغ أقصى درجات العبودية، مادامت دوافعه الحيوانية هي التي تسيطر عليه.. وهو يقضي حياته في خوف مستمر، ويعاني على الدوام آلاماً مرهقة، ويبدو أكثر الناس بؤساً، بل يمكن أن نضيف إلى تلك الشرور شراً آخر، وهو أن السطلة تنمي كل مساوئه، وتجعله أشد حسداً وغدراً وظلماً، وأقل أصدقاء، وأشد فجوراً، وأمعن في احتضان كل الرذائل...إلخ.. مرة أخرى: ذلك يجعله أتعس الناس قاطبة، بل إن تعاسته هذه تجعله يفيض أيضاً على كل من يحيط به".
إن ما أورده الفيلسوف أفلاطون في تعريفه للطاغية "الديكتاتور" يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن الأنظمة العربية كانت مجرد ورماً خبيثاً يجب استئصاله وهو ما حدث في تونس ومصر وليبيا واليمن ويحصل حالياً في سوريا التي يذبحها الطاغية الأسد بدعم نظام طهران الفارسي، فيما الدول البقية ينتظرها الدور، ما لم تبادر رموز أنظمتها "بحلق رؤوسها قبل أن تحلقها الشعوب".
إيمان سهيل
سنة كونية: "أينما وجد ديكتاتور اندلعت ثورة" 1919