لا أدري من أين أبدأ بصياغة وحياكة الأحرف ومن أين أنتهي بالكلمات لأكتب عن مديرية مقبنة والتي هي الأولى في اليمن من حيث عدد سكانها ومساحتها الواسعة وتحتضنها محافظة تعز، لكن للأسف الشديد ما يزال الألم يصافحها ويجتثها الفساد من جذورها..نسمع بها أنين منطقة هجدة بعد أن أنتصر فيها الظلم عن العدل وعشعش فيها الظلام الحقيقي لا يدري الجميع متى تسمع الجهات ذات العلاقة لندائها المتشحب بالغضب منذ زمن لم يتغير طعمه إلى يومنا هذا الذي ينتشر فيه النهب والسلب وأكل الحقوق والواجبات المفروضة..يغيب عن بصيرتها النور بعد أن حرمت من الكهرباء لتبصر وأكلوا عليها معوناتها المستحقة والواجبة..
لقد ضاعت حقوق مديرية بأكملها من مشاريع تنموية مهمة كالمياه والكهرباء والصحة وغيرها ولم يتبقى بها إلا مدارس آيلة بالسقوط على رؤوس طلاب أبرياء لم يتجاوز أعمارهم سن العاشرة والرقابة الحكومية مجهولة..!
هاهو مهرجان العودة إلى المدارس يعود من جديد وهو يحمل معاناة مؤلمة في بعض مدارس المديرية الذي لا تسمن ولا تغني من جوع حيث الفصول تعج بالطلاب وتفتقر للاهتمام التربوي..
لقد عانت وما تزال تعاني إلى اليوم خدماتنا الصحية في المديرية بمنطقة هجدة والبرح وعزلة الأخلود وشمير وحمير وأجزاء من جبل حبشي وغيرها من الطب العشوائي والذي يصبح المريض الضعيف سلعة تباع وتشترى بين الأطباء الأقوياء إذ يتعدد التشخيص والوصف الطبي ويختلف العلاج وبأسعار خيالية والداء هو واحد سرعان ما يصاب المريض بالموت والرفيق بالهلوسة من قلوب لا تعرف للرحمة سبيلاً..
لم أتمكن من الكشف عن تلك الأموال الضخمة التي صرفت وبالأصح سلبت وذلك عندما وضعت أحجار الأساس لإنشاء مشاريع تنموية كالكهرباء والصحة والمياه ومشاريع رياضية لشباب مديرية مقبنة والتي باءت بالفشل الذريع والجميع يدرك ذلك..
نتمنى جميعاً من الجهات المختصة ذات العلاقة على مرأى ومسمع وقريبة من الحدث في هذه المديرية الواسعة التي ماتت فيها الرقابة وبرز منها فساد عالي الجودة، نتمنى عليهم النظر بعين الاعتبار لهذه المديرية.