استخدم الرئيس السوري بشار الأسد جميع الحِيَل والوسائل المحرمة وذلك بُغية إضفاء مشروعيةٍ للمجازر اليومية التي يرتكبها نظامه البعثي ضد الشعب السوري العظيم وثورته الشبابية المباركة. فقد سعى بأساليبه الشيطانية لجر البلاد إلى حرب طائفية بين الأغلبية (السنيّة) وبين الأقليات من العلويين والدروز والمسيحين بقصد حرف الثورة عن مسارها الصحيح وإدخال الشعب السوري في حرب أهلية ودوامة لا خروج له منها فيكون الرابح فيها (الأسد ونظامه).
ومن وسائله في إنجاح اللعبة الطائفية قيام نظامه بالتنكيل والقتل والتعذيب بالأغلبية (السنيّة)، وذلك ما هو ملاحظ من خلال لقطات تلفزيونية بثتها القنوات المختلفة لِمشاهد مروعة يقوم بها نظامه القمعي البوليسي بتعذيب ثوار من السنة بطرق وحشية وهمجية لا إنسانية من منطلق دكتاتوري طائفي، حيث يتم إطلاق نبرات بذلك من قبل الجلادين في النظام والأمن البوليسي نحو المختَطَفيِن والمخفيين في سجون الأسد من ثوار السنة بهدف حمل الأخيرين على الانتقام من العلويين، لاسيما وأن الأغلبية من السكان هم سنة، كما أن معظم أبطال مجازر الأسد هم من الطائفة العلوية، ناهيك أن نظام الأسد يدق على وتر الطائفية ولعبتها، حيث أنها أقوى الخيوط السميكة لديه التي يستخدمها لإجهاض الثورة عن طريق جر الأغلبية السنية لارتكاب مختلف المجازر الدموية كرد فعل ضد العلويين لكي يظل الأسد يحكم وستكون حجته حماية الأقليات، فيجعلهم أكثر تمسكاًَ به بَيْدَ أن الثوار من السنة ومن الطوائف المختلفة تنبهوا لذلك الخطر الذي يدندن حوله النظام البعثي، فلم ينجروا نحوه وهم بذلك قد فوتوا عليه الفرصة وقطعوا عليه الطريق!، وجعلوه كالغريق!، بل أصبح يهوس كالذي اشتعل فيه الحريق! أو الذي فقد المجتمع ولم يُبقِ له صديق! من الأقارب أو الأباعد في الشعب السوري العريق، فالثورة السورية لم تقم بها طائفة دون أخرى وإنما شاركت فيها جميع الطوائف سنة ودروز,علويين ومسيحين وهدفهم واحد هو إسقاط (الأسد) الذي أضاع الحقوق وأفسدْ ولم يعد يهمهم من أي طائفة هو لأن الثورة السورية شعبية سلمية وليست طائفية، بل هي من كل طبقات المجتمع ومذاهبه، وأملها واحد هو إسقاط النظام، فالإبادة الجماعية اليومية المستمرة التي يقوم بها نظام الاسد بنيران طيرانه وقذائف مدافعه ودباباته وراجمات صواريخه وكاتيوشاته لم تستثن أحداً ولم تميز بين طائفة وأخرى أو مذهب وآخر أو بين سني وعلوي, درزي ومسيحي سواء في حمص أو حلب أو حماة أو دمشق ودير الزور أو غيرها من المدن السورية، فالنظام يهدم البيوت على ساكنيها ويسويها بالأرض دون تفرقة بين السكان وكلما زاد في النبرة الطائفية عبر إعلامه المربك الفاسد كلما تأخر الحسم الثوري.
كما أن القتل والإجرام والتسلط والحكم بالقوة لا يفرق بين دين أو وطن وبين طائفة أو أخرى عبر التاريخ فهتلر وموسليني مسيحيّيْن قتلاً الملايين من الشعوب وأغلبهم مسيحيون كما أن المخلوعِين (حسني مبارك وعلي عبدالله صالح ومعمر القذافي) وجميعهم سنة قتلوا آلاف المسلمين دون تفرقة.. إذاً فجميع القـتلة مجرمون لا قيم لهم ولا أخلاق ولا مبادئ ولا دين فكانوا مستعدين للتحالف حتى مع الشياطين من اجل بقائهم في الحكم وذلك ما يقوم به الأسد خامس الأشرار الذي فقد شرعيته ولم يعد سوى مغتصباً للسلطة فقد تحالف مع دول عظماء تدين بغير دينه كروسيا والصين كما تحالف مع الصفويين في إيران وحزب الله اللبناني كما أنه لا يفرق بين عرق أو دين أو طائفة ونهايته باتت أقرب شيء تتوقعه الشعوب العربية والأجنبية، خاصة بعد أن تناثر نظامه وازدادت الانشقاقات فيه على الصعيد العسكري والدبلوماسي والمدني وعلى رأسهم رئيس الوزراء (رياض حاجب) الذي انشق أخيراً ورحل مع أسرته إلى الأردن.
وتعاطفنا مع الثورة السورية، ليس تعاطفاً مذهبياً بقدر ما هو تعاطف إنساني، فسوريا للشعب السوري وليست لحزب أو طائفة أو مذهب أو جماعة، نصر الله سوريا وشعبها وثورتها آمين.
أحمد محمد نعمان
يُرِيْدُهَا طَائِفِيَّةً..فَلِمَاذَا؟؟ 2227