مازلت أنظر وماذا رأيت..
رأيت الأميرة تنادي على أمسها أن يعود..
تذوي الشتات وترمي حصى على صدر موج على الذكريات..
وتأمل مني شراعاً يبدد عصف الرياح وتسأل:
لماذا رحلت لماذا رحلت؟
وما زلت أنظر وماذا رأيت؟
رأيت الفوانيس تشكوا الجفاف مثلي وأكثر..
وتغدق ظلمة ليل على خد يومي وتنثر..
غبار الفراق.. غبار.. غبار..
همست لظل جفني الشريد تمهل..
فما زالت الريح ترمي علي الهموم وتصهل.
ومازال قلبي يناشد جسمي النحيل.. ترجل.. ترجل
وأصمت ما بين ظلي وجفني..
واترك أفق الحياة يخبوا ويرحل..
وماذا بقى في البعيد.. بعيد..
هو الشوق يخفق في القلب.
ينساب في مخمل الذكريات.. بمرمى الوريد
أناظر في صفحتي علني..
أصافح نسماتها من جديد..
أدعب خد ألفت التمرغ فيه وحيد..
ومازلت أنظر ومازلت أهذي بعزف النشيد..
وماذا رأيت؟
رأيت الحدائق تشكوا الفراق الطويل.. الطويل
وتسأل عنا عن المارقين صفوف النخيل..
عن العابرين حواف الحقول..
فما عدت أقوى لهذا وذاك..
دموع تطرز رمشي وتذبل..
واسقط فيها وأغرق حد إختناق الأصيل..
ومازلت أغرق حتى أنتهيت..
وبالحب يومآ وددت الحياة طويلآ كذا وأشتهيت..
ففي كل حقل وفي كل بيت..
ستبقى الليالي تسامر طيفي وترثي خيالي لضوء القمر..
أحمد حمود الأثوري
وماذا رأيت ! .... 2054