الإسلام دين إحياء وليس دين قتل، الإسلام دين تسامح وتعايش من الآخر من أديان وجماعات فلا أخلاق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم تدعونا لفعل هذا المنكر وكلنا يعلم كيف تعامل سيد البشرية محمد ـ صلى الله عليه وعلى آله ـ وسلم ـ مع من آذاه وكان يضع القاذورات أمام منزله ويضع في طريقه الأشواك والأحجار، فعندما لم يجد تلك القاذورات والأشواك في طريقه وعند مصلاه ذهب بنفسه صلى الله عليه وسلم يعود الرجل المؤذي ويسأل عنه هل إصابة مكروه أو أنه مريض أو ماذا؟.
 نعم هذه هي أخلاق المصطفى سيدنا وسيد البشرية جمعا ـ صلوات ربي وسلامه عليه ـ أيضاً المشهد الآخر عندما قدم أحد الأعراب إلى مسجده في المدينة المنورة وتبول في المسجد فغضب بعض الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين وهموا بمحاولة ضربه وإخراجه من المسجد فنهاهم صلى الله عليه وسلم وقال لهم اتركوه لا يمسه أحد بأذى وعلمه قائلاً له "إن هذا المكان ليس مكاناً للتبول ودعا الصحابة لإحضار الماء واراقته وتطهير المكان وأخذ بيد الرجل يعلمه ويرشده وبأسلوب تربوي راق وعندها قال الرجل الأعرابي اللهم ارحمني ومحمداً ولا ترحم معنا أحداً.
 أيضاً حادثة رسل مسيلمة الكذاب والذين ادعوا النبوة لم يقتلهم لا الصديق رضوان الله عليه ولا الفاروق رضي الله عنه رغم أنهم كانوا يحملون رسائل بعض المرتدين ويؤمنون بما قاله أولئك السفهاء.. فالدين الإسلامي دين رحمة ونقاء ومحبة وإخاء، إن الإسلام لا يدعو إلى القتل والهمجية والتخريب والفساد في الأرض ثم دعونا نتحدث بمصداقية وبعيداً عن لغة العنف والغوغائية هل الغضب لرسول الله صلى الله عليه وسلم تدعونا للقيام بمثل تلك الأعمال التي حدثت في سفارة أميركا في بنغازي وسفك دماء الأبرياء وإحراق وتدمير السفارة والممتلكات العامة والخاصة؟ هل الغضب للدين يأمرنا بالقيام بتلك الأفعال التي حدثت في الخرطوم بسفارة ألمانيا وبريطانيا وأميركا؟ هل ما حدث لسفارة واشنطن بالقاهرة من الغضب للدين والرسول صلى الله عليه وسلم؟ وهل ما حدث في سفارة واشنطن بصنعاء هو غضب للدين ونصرة للرسول صلى الله عليه وسلم؟ وهل يكون الغضب للدين والعقيدة والرسول صلى الله وسلم ـ بنهب الممتلكات وسرقة الأثاث ومعدات السفارة؟ أين نحن من أخلاق المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم أين نحن من قيم ديننا الحنيف الذي يأمرنا بالعدل والتسامح والإنصاف وعدم التعدي على أعراض وممتلكات الآخرين وكما علمنا ديننا الحنيف ورسولنا العظيم ثم أي ثقافة تلك التي تجيز للناس نهب محتويات سفارة او قنصليها وتخريبها وتدميرها وبتلك الصورة المزرية والمقززة إنها لغة الغواغائية والتخلف والانحطاط ثقافة الإسفاف والجهل تلك التي تدفع بالبعض لممارسة سلوكيات مشينة ومقرفة ثم ان ثقافة الخريب والتدمير واتلاف الممتلكات العامة والخاصة هى فعل مشين ومن الماضي السىء قد تجاوزتها الشعوب العربية ومن وقت مبكر فالاحتجاجات والمظاهرات اليوم غدت مظاهرات سلمية - حضارية لانتعدى فيها لا احد ولا تمارس فيها افعال كتلك التى رايناها بالامس في تونس والخرطوم والقاهرة وصنعاء والخ.نقول..
 كان يحدث هذا في الماضي وهو صنيعة الانظمة السابقة عندما كانت تقوم بالزج بعناصر مدسوسة تمارس مثل تلك الافعال المسيئة والطائشة لتهديد وارهاب الناس "مالكم كيف تحكمون ثم لله الأمر من قبل ومن بعد والله المستعان.
 Abast66@hotmail.com