على مر التاريخ تم الإساءة إلى سيد الخلق من قبل المتطرفين من الديانات الأخرى كاليهودية والمسيحية وغيرها، وما نخال أعداء السلام والإسلام سيتركون لشخصه الكريم حقيقة سيادته لجميع البشر بما فيهم المرسلون، بل سيعمدون إلى ما هو أبعد من "براءة المسلمين " ولا يغفل أحدنا كم من إساءة لحقته في حياته فتارة " ساحر ومجنون " وأخرى رشقة بالحجارة حتى سالت دمائه الطاهرة إلى قدميه، وحادثة النيل من شرفه بحادثة الإفك بحق أم المؤمنين سيدتنا عائشة. في هذه الإساءات المتعمدة لم يكن معلم البشرية ليقابل الإساءة بمثلها بل تمثل بالسماحة، في مواقف كهذه ينتفض الصحابة " ألا سمحت لنا يا رسول الله بقطع رأسه ! "، "يستأذنه جبريل في إطباق الجبلين على من أذاه " ومع كل الإمكانيات لرد الإساءة وجدناه متخلقاً بسماحة الإسلام ولا يستطيع على هذا إلا من أمتلأ قلبه بالإيمان.
إنهم أعداؤنا على الدوام يخترعون أساليب متجددة للإساءة لسيدنا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم وهم:
يوحنا الدمشقي، دانتي بالكوميديا الإلهية ، مارتن لوثر، أيان حصري، سلمان رشدي براويته "آيات شيطانية "، رسوم ساخرة.
ثم مؤخراً فيلم براءة المسلمين الذي حفل بتعاون عدوان ثلاثي "إخراج إسرائيلي، إنتاج أمريكي وسيناريو قبطي "
هذه نماذج لإساءات حدثت في أوقات متفرقة، وهذا يعني إن مسلسل محاولات النيل من رسولنا لن ينته أبداً وهذا ما يجعلنا أمام مواجهة حقيقة تتطلب منا فصل العاطفة عن العقل كون عاطفتنا جياشة نحو سيد الخلق وتقودنا عاطفتنا لفعل ما هو أسوأ من الإساءة وما حدث في عدة بلدان من إعتداءات ما هو سوى نتاج إتباع العاطفة إلى جانب إستغلال عاطفة الجماهير وإذكائها من قبل بعض الساسة موجهة الغضب نحو تحقيق مآرب شخصية.
يجب أن تحتكم ردة أفعالنا لصوت العقل لا القلب حتى لا يتحول النبي إلى مشروع تصوير الإسلام بطريقة وحشية، وكي لا نمنح الضوء الأخضر لأعداء الإسلام بالنيل من سماحة وروعة ديننا، وإعطاءهم سيناريو جاهز ومهين لكل مسلم.
هذه الردود المتسرعة المتهورة والمحكومة بعاطفة حب أكرم وأشرف خلق الله سيدنا محمد علينا تغييرها بطرق أكثر ملائمة لحقيقة الإسلام.
مؤسسة إنتاج هذا الفيلم لها من الأهداف الخبيثة الكثير ولا يبدو أن فكرة الفيلم كانت خطوة متسرعة بل مدروسة بعناية كي تحقق المبتغى الفعلي لإنتاج مثل هذا الفيلم وإلى جانب الأهداف الخبيثة هناك هدف ساذج متمثل بتحقيقه شهرة عالمية ومكاسب خيالية وما يؤلم هنا أن تهورنا بهذه الطرق حقق لهذا الفيلم هذه الجزئية و عمل على جعله أشهر فيلم ليحقق أعلى مبيعات.
بأبي أنت وأمي يا رسول الله ! كيف لا نحزن ولا نغضب ولا ننتصر لك! كيف تنام عين وأعداؤنا يستهدفون مقدساتنا ويتعرضون لما يجعلنا شعلة مجنونة متواصلة من أقصى الأرض إلى أقصاها. لكن أأنتصر لك بقتل الأبرياء ونهب أموالهم ! هل كان ليرضى رسولنا أن يستهدف أحد من الخلق ليس له ناقة ولا جمل فيما حدث ؟ وإذا نظرنا لكل الشرائع والأعراف لوجدناها تجرم الاعتداء على مبعوث دولة " سفير " أياً كان طبيعة العداء، بل له الحق بالأمان والعيش جنبينا بسلام.
في كل هذه الأحداث التي شملت دولاً عدة هل تذكرنا " كل شاة معلقة برجلها "؟ ومن أين لنا ببصائر نفذت إلى قلوب المستأمنين في بلداننا كي نتيقن من اشتراكهم بالإساءة لبلداننا ؟
* غصة وطن :
أهلاً وسهلاً بجنود المارنز في بلدنا اليمن، أرحبوا على العين والرأس، البلد بلدكم. صبحونا كل ليلة بطائراتكم وإنفثوا في جسد هذا الوطن سمومكم وحولونا قرابين لمطامعكم.
يا ضيفنا لو زرتنا.. لوجدتنا نحن الضيوف وأنت رب المنزل.
أحمد حمود الأثوري
براءة المسلمين تلفيق مقيت 2104