إيه سبتمبر كادوا أن يختطفوك منا وينحوا بك باتجاه ما يريدون استبداداً وقهراً وظلماً وطغياناً واستئثار وطن واحتكار حياة.. وكادوا أن يهزموا النضال في شعب ،ويصادروا الأحلام حتى أننا لم نكن نرى لك لوناً أو طعماً في مناسباتك التي تجيء ،وكنا نظن بأنفسنا الظنون، ونقلب الأفكار حيرة، ونشغل بالنا عليك حد الإجهاش بالبكاء، وقد أرادوك فارغاً من محتواك، لا تملك من أمرك شيئاً، وكادت الثورة أن تكون عاقراً، والتخلف يتقدم براياتهم ورغباتهم في التوريث بعناوين ليست منك في شيء، ولا تمت للثورة والنضال بأي صلة؛ لأنك أوشكت أن تذبل وتصير مجرد ذكريات ويوم في التقويم السنوي وحكاية فقد ..
إيه سبتمبر يا شريان الفرح، ونقاوة المعنى، واسم يترنم به العشاق، ويتغنى به الوطن, هذا أنت بيننا اليوم ,عدت كما نريد من تقوى وألفة ومحبة وأمان وهانحن فيك ولعاً ونشيداً، ومعنى انتصار ،وقد صرت كما يشتهي الحالمون ويتوق إليه الأحرار.
ويا سبتمبر المجد، يا كحل العيون، ويارائعة الدهر، ووسام من يستحقون الحياة.. هذا أنت كتاب نقرأ فيه القصيدة ،وآيات الجمال ،ودهشة القادم ،بعد أن زال عنك غبارهم ومالعق من أطماعهم في خطفك منا وجعلك يوم آهة ،وغصة أمنية غير متحققة ,غير أن الذي بيننا وأنت من والوفاء ،هو الذي أضاء مساحة الوطن، وأشعل وهج الحرية من جديد ليخرج عشاق الأرض وأنبل وأكرم خلق الله الشهداء ليصنعوا منك حكاية وطن ومعنى انتماء حقيقي ورايات تخفق عزة وانتصارا.
إيه سبتمبر.. يا حرية الآتي ، ويا نغم يتهادى إلينا، لطالما أرهقتنا مخاوفنا عليك منهم وقد تجحفلوا لتقع في براثن ما يشتهون ،ولطالما أرادوك مجرد وهم، وحكايا عابرة وشيئاً من الحزن لولا أفذاذ الوطن وجنود العزة والسؤدد, من أتقنوا الصمود وقالوا نعم للحرية تعلوا على كل جبروتهم ،وقدموا كجيش للوطن الأبي المعنى الأروع للانتصار على كل متغطرس متكبر جبار،وكانوا في مستوى الأمانة التي راعوها حق رعايتها ،بارين بالقسم منتمين للحب ،مخلصين لعزة البلاد ،معبرين عنك كضمير كل يمني حر أبي .
إيه سبتمبر ..هم من انحازوا لك بعد أن لم الخطب ،وتعالت الأصوات ترغب وترهب ،وتريد الوطن مكسور الجناح، فكان الجيش في الفرقة وغيرها حقيقة واضحة عبر عن وطنيته ووفائه العميق لك أنت سبتمبر ومن خلالك لكل الشهداء في تاريخ النضال اليمني.. لذلك سيبقى لهم شرف الانتماء، وقوة الفعل الخلاق ،وسيبقى لهم الفخار والعز والشرف حين رفضوا الخنوع والاستسلام ،وكانوا ومازالوا حصنك الحصين وقلعة مجدك,فلهم وللشباب في ساحات التغيير من جعلوا الأرض زهواً والحياة عطاءً وافراً والإنسان إرادة ,لهم عذب الكلام ،نسائم الفرح وأغاني الغرام ،ولهم كل هذا البهاء الذي يجيء إلى الوطن ويغمر الخارطة اليمنية بمعاني التوقد لتكون الحياة بمستوى التطلع ومستوى التضحيات..
ولك سبتمبر المجد عطر الكلام ،وعذب الأمنيات ،وأكاليل الغار ..لك رياحين القلب تحاصرك ،يا درة الزمن، وتكوين الشرفاء، ومهوى كل المحبين، يا ساطعاً فينا حباً ،ويا نبت الأناقة الذي يفوح وفاءً، وطهراً، ونبلاً ،ومعاني سمو واقتدار.. هذا أنت فينا ومنا ،نتلوك بما هو عذب ويشرق في الروح لنرى ما نريد ،ونطل على عالم نحن أكثر حضوراً وسعادة ورغبة في إنجاز ما يستحق أن يكون فخر وطن وكرامة وعزاً .
وهذا أنت ثقافة تحمل معاني جليلة ،تنتمي لقيم الحق والخير والجمال.. ثقافة تفتح آفاقاً رحبة للتنوع الراقي الذي يؤكد قيم التسامح والحوار والتلاقي والألفة والخير وترفض التدجين والإغواء والسير في طريق الإعوجاج..
أنت يا سبتمبر وليس غيرك نبض كل الأحرار الشرفاء والقوى الحية الفاعلة النضالية التي أتقنت تجويد الوطن وتهجته بدقة وشغف ،فكان فيها ضوءاً قاهراً لكل ظلام وبغي وما تبقى من غير حسن.. فلك ننير الشموع ،وتبتهج الجماهير،وتعلو بيارق النصر ،وتزهر الأرض بكل غدق جميل.. لك الحب يانبعاً يتدفق إلينا فيروي ظمئنا للحرية ويزيدنا رونقاً وبهاءً..
لك أنت ننشد الحياة خالصة بتقوى الله وفوح الطيب وما تهوى القلوب من كرامة ومجد.. لك يا سبتمبر نقرأ الغد حافلاً بكل ما هو نافع مفيد يتسع لكل أبناء الوطن ويزيدهم سمواً وأناقة وانتشاءً بيوم من جبين الدهر صنعه الأبطال وأتقن الحفاظ عليه والوفاء له الميامين من الجنود البواسل في الفرقة ومن وحدات أخرى جعلت جل همها ورأس أمرها (سبتمبر أكتوبر) حضوراً بعد غياب و(سبتمبر أكتوبر) قوة تفض تخوم عتاد قوى البغي وعدتهم لتفتح نوافذ وطن للغد الخير, الغد المبشر بكل ما يمكث في الأرض وينفع الوطن على امتداده..
إيه سبتمبر يا صانع البطولات ومكمن قوة نضال الشرفاء وصانع ثورة كل اليمانيين السبتمبرية الأكتوبرية المتجددة على الدوام, المخصبة للفعل الحضاري وهوية الانتماء وقوة المبادرة في إنجاز ما كان عالقاً ومؤجلاً وما صار اليوم ملحاً وهو حوار الفرح والحب وتناسي الشرور والآثام التي كانت صنيعة من لا يفقهون حباً ومن كانوا يريدونك عابراً في كلام عابر ومناسبة تتثاقل في خطوها وبقايا تعساً وأمنية.. وها أنت اليوم كبير في مبناك ومعناك وتوقد أحلامنا وطالع من تضاريس فرحنا من نشيد العزة من وجداننا الذي تغمره أنت فلا يرى غير أنت مشتهى من أجل وحدة بلادي وصون مبادئ كل الشرفاء الأحرار عشاق الكرامة, من جعلوك تبدو كما أنت اليوم احتفالاً بمعانيه الكبيرة التي ستبقى لنا دلالاً وما يشتهي الحالمون .
إيه سبتمبر يا عذب المنى، وسعد الوطن ،وبسمة القادم ،ونشوة النصر.. يا مندغماً ببهاء لا يوصف في فصل كتاب الوطن السبتمبري الأكتوبري.. لكم أدمناك يا رائعاً اليوم، يا غير الأمس، يا نبضنا على امتداد جغرافيا الحلم والثورة والوحدة ،وكل ما يعبر عن هذا الولع والاحتفاء.. فسلام عليك يوم كنت ميلاد وطن، وبعد أن صرت ميلاد وطن ،وحين تصير كل الوطن ,كل الشهور ,كل الأعوام ,كل المستقبل(سبتمبر ـأكتوبر).. سلام على من جعلوك فيهم يقيناً ونشيداً وعزة وفخراً ،وأرادوك كما نريدك وكما تمنيناك.. فلك نحتفي ،ومن أجلك نصوغ عناوين العزة التي تقهر كل جبار عنيد.. سلام عليك في وطني.. وعليك السلام يا وطني.
محمد اللوزي
عليك السلام يا وطني في سبتمبر شريان الفرح ونقاوة المعنى!! 2381