قالوا إن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية! ونحن إذا اختلفنا في الآراء أصبحنا لا نجيد فن التعامل مع هذا الود حتى صار مدمراً في بعض الأحيان,حيث تحولت ثقافتنا في الآونة الأخيرة: (إما أن تكون معي أو سأقوم ضدك)، لا سيما في بعض وسائل الإعلام المرئية والمسموعة وفي أحزابنا السياسية.
من أجل زرع الفتن وحصد ثمار العنف والزج بالفوضى على أرض الوطن,ليس غريبا علينا أن نشاهد ونسمع ذلك النقاش والحوار التلفزيوني أو الإذاعي اليومي حين يستعرض ضيف الحلقة قاموس شتائمه ويقذف بكلامه نحو ذلك الذي لم يوافقه في الرأي بدلاً"من احترام الرأي والرأي الأخر وأيضاً "احترام العزيز المشاهد".
إن ثقافة الحوار ولغته أصبحت شبه معدومة في العمل وفي بعض وسائل الإعلام و الشارع وفي الجامعة وحتى في المنازل والمجالس التي تجمعنا ليلا"ونهاراً، حيث أننا لا نجيد التعامل الجيد والأفضل فيما بيننا على أرض الواقع،نتيجة للصراعات الحزبية التي سقت تراب الوطن بالدم وما يزال بعضنا من يتحدث ويده على الزناد.
ستبدأ حياتنا الحقيقية وحياة وطننا بعد هذا الصراع عندما يطرق الحوار باب العقول السليمة ليبني علاقة وطيدة يتحلى الجميع بالعفو والصفح والتسامح ,فلابد من مراعاة الحرية والعدالة وعدم الانحياز والتمرد بالآراء الذي يفرضها البعض على الطرف الآخر لمصالح شخصية, فعندما نكون بعيدين عن الزيغ والكراهية والأحقاد سنرتقي إلى سلم المجد والرقي، حيث تتقارب الأنفس والقلوب بمزيج" من الدفْ والحب والتسامح تذوب من خلاله روح العصبية ونزع تلك الألغام الحقودة المتكدسة في حياتنا اليومية،وفي الأخير لن يصح إلا الصحيح وبالتماسك القوي نستطيع أن نبني وطناً خالياً من جميع الشوائب.